‏إظهار الرسائل ذات التسميات الطهارة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الطهارة. إظهار كافة الرسائل
| 0 التعليقات ]




الوضـــــــوء

اولا :أحكام المياه

المياه قسمان: ‏

1- طهور.       2- نجس. ‏

‎‎ فأما الطهور فهو: الذي يرفع الحدث ويزيل النجس، والمراد به ما يسمى ماءً لغة، وسواءً سميناه طاهراً أو طهوراً.‏

‏ وأما النجس فهو: ما تغير أحد أوصافه - لونه أو طعمه أو ريحه - بالنجاسة، فلا يجوز ملامسته ولارفع الحدث به.‏


ثانيا : الوضـــــــوء

‎‎ معنى الوضوء : ‏

 الوضوء في اللغة مأخوذ من الوضاءة، وهي النضارة والحسن والنظافة.‏

وفي المصطلح الشرعي:‏‏ هو استعمال الماء الطهور في غسل الأعضاء الأربعة على صفة مخصوصة.‏

فضل الوضوء وأدلة مشروعيته.‏

‏ الوضوء مشروع بدليل الكتاب والسنة والإجماع.‏

‎‎ فمن الكتاب:‏

‎‎ قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين } المائدة: 6‏

‎‎ ومن السنة:‏

‎‎ عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إنّ أمّتي يُدعَون يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ " متفق عليه.‏

‎‎ وعن عُثْمَانَ بْن عَفَّانَ أنه دَعَا بِإِنَاءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الْإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثَ مِرَارٍ ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " متفق عليه.‏

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ أَوْ الْمُؤْمِنُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنْ الذُّنُوبِ " رواه مسلم.‏

‎‎ وأما الإجماع: ‏

‎‎ فقد أجمع المسلمون على مشروعية الوضوء من غير نكير.‏

 شروط صحة الوضوء: ‏

1. الإسلام: فلا يصح من كافر لقوله تعالى{وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله... } التوبة: 45 .
فالكفر سبب لعدم قبول العبادات لخلوه من النية المعتبرة.‏

2. العقل: فلا يصح من مجنون، لأنه غير مكلف لا تصح منه الصلاة، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة .. ) أخرجه الترمذي:
قال ابن رشد وفيه ضعف. وقد ورد في البخاري من قول علي رضي الله عنه. وذكر منهم المجنون حتى يفيق.‏

3. التمييز: فلا يصح من صبي صغير لم يبلغ سن التمييز مثل من له سنتان وثلاث، والغالب أن الطفل يبلغ سن التمييز عند سن سبع سنوات.‏

4. النية: وهي شرط لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات ). متفق عليه.‏

5. الماء الطهور: فلا يصح بالنجس، لأنه مأمور باجتنابه أصلاً فكيف يتطهر به.‏

6. انقطاع موجب الطهارة من الأحداث الموجبة لها: كالبول والغائط والريح، فلا يصح أن يتوضأ وهو لا زال في حالة قضاء الحاجة، لأنه يعني بطلان الوضوء، ولزوم إعادة الطهارة مرة أخرى.‏

7. عدم وجود مانع حسي يمنع وصول الماء لأعضاء الطهارة: كالقفاز على اليدين، أو وجود طين أو عجين على العضو، فلا بد من إزالته ليصدق عليه أنه امتثل الأمر في الآية بغسل هذه الأعضاء.‏

‎‎ وما سبق هو أهم الشروط.‏

حكم الوضوء: ‏

‏ والوضوء له حكمان:‏

1. واجب: إذا كان الإنسان محدثاً بإجماع العلماء.‏

2. مستحب: إذا كان على طهارة فيستحب له تجديد الوضوء، ويجوز أن يصلي بهذا الوضوء عدة صلوات بدون أن يجدد الوضوء بإجماع العلماء. لكن الأفضل التجديد.‏

 فروض الوضوء وواجباته: ‏

1. ‏غسل الوجه: فهو فرض بإجماع العلماء.‏
‎‎ ويدخل في غسل الوجه الفم والأنف، فعلى المسلم أن يتمضض ويستنشق على الصحيح للأحاديث الكثيرة الآمرة بها. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم حافظ على ذلك ولم ينقل عنه سواه. ‏

‎2. غسل اليدين إلى المرفقين: وهو فرض بإجماع العلماء. ‏

3. مسح الرأس: وهو فرض بإجماع العلماء. ويدخل فيه مسح الأذنين، لثبوت ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله. ‏

4. غسل الرجلين: وهو فرض بإجماع العلماء.‏

5. الترتيب: وهو مشروع بلا خلاف بين العلماء، بل قالوا بالوجوب حيث اتفق الأئمة الأربعة على وجوب الترتيب إلا الإمام مالك، ودليلهم من القرآن أن الله عز وجل أمر في آية المائدة بالوضوء على سبيل الوجوب وذكره مرتباً وقد توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءاً مرتباً ولم يتركه ولا مرة واحدة، فدل على وجوبه، وفعل الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كان بياناً لواجب فهو واجب.‏
‎‎ والمراد بالترتيب هنا هو: الترتيب بين أعضاء الوضوء الأربعة.‏
‎‎ أما الترتيب بين أجزاء العضو الواحد فهو غير واجب بإجماع العلماء.‏
‎‎ مثاله: اليدان فهما عضو واحد من الأعضاء الأربعة التي وردت في آية المائدة، فإذا قدم اليد اليسرى على اليمنى فطهارته صحيحة، وكذلك القدمان.‏

‎6. الموالاة: ومعناها أنه يجب على المتطهر أن يغسل أعضاء وضوئه في وقت متقارب، ولا يؤخر أحد الأعضاء عن الآخر.‏

‎‎ فلو أخر عضواً حتى نشف العضو الذي قبله فعليه إعادة الوضوء من جديد.‏

‎‎ والموالاة واجبة عند أكثر العلماء، وهي من فروض الوضوء، ودليلها ما روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عمر رضي الله عنه أن رجلاً توضأ فترك موضع ظفر على قدمه، فأبصره النبي ـصلى الله عليه وسلمـ فقال: (ارجع فأحسن وضوءك فرجع ثم صلى ) أخرجه مسلم.‏

فلو لم تكن الموالاة واجبة لكفاه غسل ما تركه بلا إعادة الوضوء.

‏ سنن الوضوء : ‏

1. السواك: وهو مستحب باتفاق العلماء.‏

2. التسمية: وهي مستحبة باتفاق العلماء، لكن اختلفوا في وجوبها.‏

‎3. غسل الكفين ثلاثاً في أول الوضوء: سنة بإجماع العلماء كما حكاه النووي، والمراد بالكف ماهو من مفصل الساعد إلى أطراف الأصابع، فهذه تسمى كفاً.‏

‎‎ أما غسل اليدين كاملة بعد الوجه فهو من فروض الوضوء، فيجب غسل الكفين والذراعين إلى المرفقين.‏

4. البداءة بالمضمضة والاستنشاق قبل غسل الوجه: ودليلها حديث عثمان وفيه (ثم تمضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاث مرات ) متفق عليه.‏

5. التيامن: وهو مستحب بإجماع العلماء حكاه ابن قدامة والنووي وغيرهم لحديث عائشة المتفق عليه: (كان يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله ) متفق عليه. ‏

6. المبالغة في المضمضة والاستنشاق: وهي سنة بلا خلاف بين العلماء ،حكاه النووي إلا للصائم فتكره .‏

‎7. غسل الأعضاء ثلاث مرات أو مرتين، وهما سنة بلا نزاع بين العلماء لحديث: (مرتين مرتين ) رواه البخاري، ورواية: (ثلاثاً ثلاثا ) رواه مسلم.‏

8. تخليل اللحية: وهو سنة باتفاق العلماء.‏

‎9. تخليل أصابع اليدين والرجلين: وهو سنة، وعليه العمل عند أهل العلم، لحديث لقيط بن صبرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وخلل بين الأصابع ) رواه الترمذي وصححه.‏



تفصيل كيفية الوضوء الكامل: ‏

‎1. أن ينوي الوضوء بقلبه، بدون نطق بالنية، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم - لم ينطق بالنية في وضوئه ولا صلاته، ولا شيء من عبادته، ولأن الله يعلم ما في القلب فلا حاجة أن يخبر عما فيه.‏

‎2. ثم يسمي فيقول: "بسم الله "‏

‎3. ثم يغسل كفيه ثلاث مرات.‏

‎4. ثم يتمضمض ويستنشق بالماء ثلاث مرات.‏

‎‎5. ثم يغسل وجهه ثلاث مرات من الأذن إلى الأذن عرضاً، ومن منابت شعر الرأس إلى أسفل اللحية طولاً.‏

‎6. ثم يغسل يديه ثلاث مرات من رؤوس الأصابع إلى المرفقين يبدأ باليمنى ثم اليسرى.‏

7. ثم يمسح رأسه مرة واحدة يـبل يديه ثم يمرهما من مقدم رأسه إلى مؤخره، ثم يعود إلى مقدمه.‏

‎‎8. ثم يمسح أذنيه مرة واحدة يدخل سبابتيه في صماخهما، ويمسح بإبهاميه ظاهرهما.‏

‎9. ثم يغسل رجليه ثلاث مرات من رؤوس الأصابع إلى الكعبين يبدأ باليمنى ثم اليسرى.‏

‏ نواقض الوضوء: ‏

1. ‏ البول والغائط سواء خرج من السبيلين، أو من سائر البدن: والدليل على ذلك إجماع العلماء على ذلك.‏

‎2. خروج الريح من السبيلين: ودليله إجماع العلماء، حكاه ابن المنذر.‏

‎3. دم الاستحاضة من المرأة: ينقض الوضوء بإجماع العلماء.‏

‎4. المذي: وهو ناقض للوضوء بإجماع العلماء.‏

‎5. الجنون: وهو ناقض بإجماع العلماء.‏

‎6. الإغماء: وهو ناقض بإجماع العلماء. وهذه النواقض مما أجمع عليها أهل العلم.‏

‎7. النوم الكثير المستغرق: وهو ناقض للوضوء في الجملة في قول عامة أهل العلم كما قال ابن قدامة، وحكاه ابن هبيرة إجماعاً، لأنه مظنة للحدث، وهو نوع من أنواع زوال العقل، وزوال العقل ناقض للوضوء بإجماع العلماء، حكاه ابن المنذر.‏

‎‎ أما يسير النوم من المتمكن بمقعدته فلا ينقض عند جماهير العلماء من الأئمة الأربعة وغيرهم، لحديث أنس كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضؤون. رواه أبو داود وصححه الدار قطني، وأصله في صحيح مسلم.‏

8. أكل لحم الإبل: ينقض الوضوءعند بعض العلماء ومنهم: الإمام أحمد وابن المنذر وابن خزيمة والبيهقي، وهو قول أهل الحديث كافة.‏
‎‎ وذهب جمهور العلماء ومنهم مالك والشافعي وأبو حنيفة إلى عدم النقض. والراجح أنه ينقض لحديث جابر أن رجلاً سأل النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ: أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: (نعم توضؤا من لحم الإبل ) رواه مسلم.

وقد اتفق علماء الحديث على صحة هذا الحديث، ولعل من الحكم في نقض الوضوءمن أكل لحم الإبل أن في الإبل قوة شيطانية تطفأ بالوضوء.‏

9. مس ذكر الآدمي أو مس فرج المرأة ناقض للوضوء عند بعض العلماء وهو المشهور من مذهب الحنابلة والشافعية وذهب الإمام مالك وأبو حنيفة إلى عدم النقض، وبه قال أحمد في رواية.‏

‎‎ والراجح أنه لا ينقض، لكن يستحب الوضوء خروجاً من الخلاف، وهذا القول رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.‏

10. مس المرأة بشهوة من الرجل، أو مس المرأة الرجل بشهوة يعتبر ناقضاً عند بعض العلماء، وهو ظاهر مذهب أحمد ومالك والفقهاء السبعة والشافعي، وقال أبو حنيفة لا ينقض، وهو قول أحمد في رواية.‏

‎‎ والراجح أنه لا ينقض وهو رواية عن أحمد رجحها شيخ الإسلام ابن تيمية لعدم الدليل الصحيح على النقض .‏

11. خروج الدم والقئ والقيح. وهو مما ينقض الوضوء عند بعض العلماء، كما هو في مذهب الحنفية وعند الحنابلة ينقض كثيره، وذهب الشافعي إلى أنه لا ينقض من ذلك إلا ما خرج من السبيلين، وهو الأظهر إن شاء الله.‏



‎‎



...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]



الوضوء يغسل الذنوب والخطايا

هذه دراسة أمريكية تؤكد أهمية غسل اليدين في التخلص من آثام الماضي ومشاكله ومخاوفه…
دراسة أمريكية حديثة في دراسة علمية جديدة نشرتها مجلة العلوم الأمريكية (2010)، العلماء يقولون إن غسل اليدين يمكن أن يساعد الناس قولاً وفعلاً بتنظيف أنفسهم من مخاوف وقلق القرارات التي اتخذوها سابقاً، على الأقل بصورة مؤقتة.
قد يبدو هذا كاماً غير علمي، ولكن الناس يغسلون أيديهم مرات عدة في اليوم للتخلص من البكتيريا والجراثيم التي علقت بأيديهم لسبب أو آخر، وأن يرتبط هذا بحالتهم العقلية.. فهذا ليس وارداً على الإطلاق بحسب الاعتقاد. على أن الباحث سبايك لي من جامعة ميتشغان يوضح أن هذا السلوك الرمزي لغسل اليدين إنما له ارتباطات ثقافية. لقد وجدت دراسة أجريت في العام 2006، ونشرتها مجلة "ساينس" أن غسل اليدين يمكن أن يساعد الناس في تحسين شعورهم تجاه سلوك غير أخلاقي ارتكبوه في وقت سابق.

ويقول الباحث الأمريكي: "عندما يرتكب الناس أفعالاً سيئة، فإنه يشعرون بأنهم ارتكبوا خطيئة ما في الماضي وبقيت ذيولها معلقة في أيديهم.. وعن طريق غسل أيديهم، فكأنهم يغسلون هذه الخطيئة وهذا الماضي."

تقول الدراسة أن غسل اليدين يساعد الناس في التخلص من آثامهم والنظر في خيارات أخرى قرروها وكانت أكثر إيجابية، كما لو كانوا يزيلون عبء قرار اتخذوه في الماضي. ويقول العلماء: "ينبغي كذلك توقع أن الغسل الحقيقي بالماء أزال ما كان يؤرقهم في الماضي سواء أكانت قرارات أو تصرفات لا أخلاقية، وهو ما كنا قادرين على إظهاره من هذه التجارب.
الفكرة الأساسية هنا أن الإنسان يميل إلى تجربة ما يسمى بـ"التنافر المعرفي"، وهو شعور غير مريح يأتي جراء توارد أفكار متناقضة في الوقت نفسه، ويفعلوا ما بوسعهم للتقليل من الشعور بعدم الراحة تجاه هذا الأمر.
على سبيل المثال، إذا قررت أن العمل في مدينة أخرى أفضل من العمل الذي تقوم به في مدينتك، فإنك قد تركز تفكيرك على المظاهر الإيجابية للمدينة الجديدة من أجل تبرير اختيارك للعمل الجديد على العمل القديم.

الوضوء وفوائده الصحية:

أكد بحث علمي حديث للدكتورة "ماجدة عامر" ـ أستاذة المناعة بجامعة عين شمس واستشاري الطب البديل ـ
أن الوضوء وسيلة فعالة جدا للتغلب على التعب والإرهاق، كما أنه يجدد نشاط الإنسان.
وأشار البحث إلى أن وضوء المسلم للصلاة يعيد توازن الطاقة التي تسري في مسارات جسم الإنسان،ويصلح ما بها من خلل بعد تنقية المرء من ذنوبه وخطاياه التي لها تأثير علي الحالة النفسية والجسمية،أما من الناحية الحسية والمعنوية ففي الوضوء علاج خفي لسائر أعضاء الجسم إذ يعالج الخلل الموجود بالجسم.

ودللت على ذلك بحديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي رواه مسلم في صحيحه عن عمرو بن عبسة قال: قلت: يا رسول الله، حدثني عن الوضوء. قال: " ما منكم من رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلي المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه مع أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلي الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإذا هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو أهله وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئة يوم ولدته أمه".

فوائد التدليك في الوضوء:

وفي دراسة علمية قام بها مركز أكاديمي أمريكي نشرت مؤخرا أكدت أن عمليات التدليك لأعضاء الجسم أثناء الوضوء للصلاة تعيد للمرء حيويته ونضارته، بالإضافة إلى أنها تساعد خلايا المخ على التجدد والاستمرار في ضخ الدم.
والأغرب من ذلك ـ كما تقول الدكتورة "ماجدة عامر" ـ أنه قد اكتشف أخيرا أن للذنوب علاقة طردية بالأيدي والأرجل والوجه والأذن؛ فقد وجدوا أن الذنوب تحدث أثرا يتعلق بمسارات الطاقة والمجال الحيوي المحيط بجسم الإنسان، حيث إنها تترك اختلافات واضحة فيه؛ بمعني تغير الوجه أو العضو، مما يؤثر علي صحته بالسلب؛ وذلك لأن الإنسان لا يتكون من مادة صلبة
فحسب، بل إن الذرات المكونة لجسمه ما هي إلا طاقات الكتروكيميائية والكترومغناطيسية.
أما الوضوء فقالت الدراسة إنه يجدد كل خلايا الجسم ويمدها بالطاقة اللازمة التي تشع من أجسامنا، والتي تسمى "بران" وأيا كانت مسمياتها فإنها حقيقة ملموسة.

إعادة التوازن

وقد توصل البحث العلم إلي أجهزة خاصة يطلق عليها Bioresonance"" يمكنها قياس مقدار الطاقة في الإنسان والكائنات الحية، وأيضا كاميرات خاصة تصور المجال المغناطيسي المحيط
بكل كائن حي؛ وقد عرف هذا المجال الذي يتحكم في كياننا وبقائنا كمخلوقات حية باسم الهالة "Aura" ودونه نصبح تركيبة من الكيماويات التي تتحلل وتفنى.

ومن هنا يتضح أن من أسرار فضل الوضوء علي كل مسلم: أنه يعيد التوازن النموذجي للمجال الحيوي المحيط بالإنسان، ويصلح أي خلل في مسارات الطاقة، وفي ذلك حماية له من الآثار

السلبية للتكنولوجيا الحديثة وتلوث البيئة وغيرها من المجالات المختلفة المؤثرة علي الطاقة الحيوية للإنسان

والآن ماذا قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؟

لقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية الوضوء وأنه يغسل الذنوب والخطايا، فقد روي عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا توضأ العبد المسلم فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء فإذا غسل يديه خرجت من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء، حتى يخرج نقياً من الذنوب" رواه مسلم.
وإذا صلى المؤمن الصلاة المفروضة فإنه يصبح نقياً مطهراً من ذنوب الماضي، ويستقبل الحياة بصورة أفضل ويكون في حالة نفسية مستقرة، ولذلك نرى المؤمن الذي يحافظ على أداء الصلوات الخمس هادئ النفس مطمئن القلب قليل الأمراض والانفعالات راضياً بما قسم له الله من الرزق، وهذه هي السعادة الحقيقية.

ولذلك يا أحبتي فإن مثل هذه الدراسة العلمية تثبت أن الوضوء له أثر نفسي قوي، فالدراسة تركز فقط على غسل اليدين، ولو أن الدراسة أُجريت على أناس مسلمين يحافظون على الوضوء، مقارنة بأناس غير مسلمين، فإن النتائج ستكون مبهرة ويمكن القول إن المؤمن الذي يحافظ على الطهارة والوضوء والصلاة، فإنه يتمتع بصحة نفسية وجسدية أفضل.

وتأملوا معي هذا الحديث الرائع، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره وفي رواية أن عثمان توضأ ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة ". رواه مسلم والنسائي
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أمتي يدعون يوم القيامة غرّا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل " متفق عليه

الوضوء في الدنيا:
نور في الوجه، وطمأنينة بالقلب.
وفى الآخرة:
بياض يعلو وجه المؤمن، ويحجل قدميه!!

قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف تعرف من لم يأتِ بعدُ من أمَّتك يا رسول الله؟ فقال : " أرأيت لو أن رجلا: له خيل غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بين ظهري خيل دُهْمٍ بُهْمٍ. ألا يعرف خيله؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال : " فإنهم يأتون غُرًّا مَحَجَّلِينَ من الوضوء، وأنا فَرَطُهُمْ على الحوض " مسلم.

فالوضوء: يُطَهِّر من الذنوب، ويرفع الدرجات، يزيد الاستعداد لمناجات الله عز وجل.

قال صلى الله عليه وسلم : " ألا أدلكم على ما يمحو اللهُ بِهِ الخَطَايَا ويرفع به الدرجات ؟ " قالوا: بلى يا رسول الله. قال : " إسباغ الوضوء على المَكَارِهِ، وكثرة الخُطَا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرِّبَاط، فذلكم الرِّباط " مسلم .
قال صلى الله عليه وسلم : " الطَهور شَطْرُ الإيمان " رواه مسلم أى: نصفه.
وقال صلى الله عليه وسلم : " من توضأ للصلاة: فأسْبَغَ الوضوء، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة، فصَلاها مع الناس، أو مع الجماعة، أو فى المسجد: غفر الله له ذنوبه " رواه مسلم

فالمسلم حينما يمتثل لأوامر الله: يُشرِق الإيمان بقلبه، وينعم بسلام مع نفسه، ومع أهله، ومع الكون بما فيه من: حيوان ونبات وجماد يسجد لله!!
فالمخلوقات تسير وفق منهج الله،الإنسان واحد من هذه المخلوقات، فإن سار على منهج الله: أصبح الكون كله بما فيه الإنسان: منظومة متجانسة متآلفة تسبح باسم خالقها!!







...تابع القراءة

المشاركات الشائعة