‏إظهار الرسائل ذات التسميات شهر رمضان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شهر رمضان. إظهار كافة الرسائل
| 0 التعليقات ]

12-7

صيام رمضان

الصيام هو الإمساك بنيَّةٍ، عن شهوتي البطن والفرج وما يقوم مقامهما، مخالفةً للهوى في طاعة المولى، قبل الفجر، في جميع أجزاء النهار·

الحكمة من الصيام

1- تحقيق معنى التقوى:

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة: 183

2- الصوم يحفظ الجوارح من الوقوع في الحرام:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه)·أخرجه البخاري

قال ابن القيم: " من جالس الصائم انتفع بمجالسته وأمن فيها من الزور والكذب والفجور والظلم ؛ فإن تكلم لم يتكلم بما يُجرِّح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه كله نافعاً صالحاً "

3- الصيام يربي في النفس حقيقة الإخلاص لله عز وجل:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله: كُلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلاَّ الصِّيام فإنه لي وأنا أَجْزِي بِهِ) أخرجه البخاري·

4- الصيام والصبر :

قال ابن رجب: " الصيام من الصبر، والصبر ثلاثة أنواع، وتجتمع الثلاثة في الصوم، فإنّ فيه صبراً على طاعة الله، وصبراً عمَّا حرم الله على الصائم من الشهوات، وصبراً على ما يحصُلُ للصائم فيه من ألم الجوع والعطش، وضعف النفس والبدن .

قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10] " .

5- في الصيام تضييق لمجاري الشيطان:

فالصيام يضيق مجاري الدم، التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم، فتسكن بالصيام وساوس الشيطان، وتنكسر ثورة الشهوة والغضب·

6- الصيام يدعو الإنسان لشكر النعم :

إذ هو كفُّ النفس عن الطعام والشراب، ولا يعرف الإنسان قدر هذه النِّعم إلا بعد فقدها، فيبعثه ذلك على القيام بشكرها·

7- الصيام يثير في النفس مراقبة الله عز وجل والخوف منه·

الصيام موكول إلى نفس الصائم لا رقيب عليه فيه إلا الله، وهذه المراقبة تكسب الإنسان الحياء منه سبحانه أن يراه حيث نهاه، وفي هذه المراقبة من كمال الإيمان بالله والاستغراق في تعظيمه وتقديسه ما يجلب الخوف منه عز وجل، إن صاحب هذه المراقبة لا
يسترسل في المعاصي، إذ لا يطول أمد غفلته عن الله تعالى، وإذا نسي وألم بشيء منها يكون سريع التذكر قريب الفيء والرجوع بالتوبة إلى الله سبحانه: { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَـائِفٌ مّنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} الأعراف:201

8- الصيام ينمي في النفس خلق الكرم والعطف على الفقراء:

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل·

9- في الصيام تتجلى وحدة المسلمين:

وتعرف الأُمَّةُ أهمية الوقت: فالصيام يُعَلِّمُها النظام في المعيشة، إذ يفطر جميع المسلمين في منطقة واحدة في وقت واحد، لا يتقدم أحدٌ على آخر دقيقة واحدة·

 

نعمة الصيام

طوبى لصائم استشعر نعمة الصيام فحقق التقوى فصام الشهر واستكمل الأجر أخذ رمضان كاملاً وسلمه للملائكة كاملاً فلا غيبة ولا نميمة ولا أذية للمؤمنين ولا تقاعس عن صلوات أو وقوعاً في محرمات صام فصامت جوارحه وأركانه قانتًا آناء الليل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: :" قال الله : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام ، فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم . والذي نفس محمد بيده ، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربه فرح بصومه "صحيح البخاري.

وفي الصحيحين أيضاً قال صلى الله عليه وسلم:" من صام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".

وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: " من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا ".
وفي البخاري عن سهل بن سعد الساعدي قال : فال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن في الجنة بابا يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال أين الصائمون ، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق ، فلن يدخل منه أحد "

ولا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط وإنما لا بد أن يتأدب بآداب الصوم .
طوبى لصائم حفظ لسانه كما قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري: ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه ) وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم: ( الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم).


طوبى لصائم استشعر نعمة الصيام واغتنم الفرصة فهذه المواسم تمرّ سريعاً، فعلى المسلم أن يغتنمها فيما يعود عليه بالثواب الجزيل، وليسأل الله تعالى أن يوفقه لطاعته والله ولي من استعان به، واعتصم بدينه.


وطوبى لصائم استشعر شهر القرب من الجنان والبعد عن النيران، فيا من ضيع عمره في غير الطاعة، يا من فرط في شهره، بل في دهره وأضاعه، يا من بضاعته التسويف والتفريط، وبئست البضاعة، يا من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان، قل لي بربك كيف ترجو النجاة بمن جعلته خصمك وضدك، فرب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر والتعب، فكل قيام لا ينهي عن الفحشاء والمنكر لا يزيد صاحبه إلا بعد، وكل صيام لا يصان عن الحرام لا يورث صاحبه إلا مقتاً ورداً.


طوبى لقوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة، وإذا تليت عليهم آيات الله جلت قلوبهم جلوة، وإذا صاموا صامت منهم الألسن والأسماع والأبصار، أفما لنا فيهم أسوة؟

 

...تابع القراءة

| 1 التعليقات ]

17

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإنسان دائما ما يحتاج إلى السعادة فى الدنيا والآخرة
والإنسان العاقل هو من يبحث عن الأمرين ليحقق مراده
وسعادته فى الدنيا والأخرة

وتكمن هذه السعادة في

- التجارة مع الله -

وقد سأل الصحابة عن أفضل أنواع التجارة ليعملوا بها
فنزلت الآية الكريمة :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ *تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِـ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* ) الصف 10/11
وقد اوضحت اركان التجارة
التي تكمن فى الإيمان بالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليهـ وسلم والجهاد بالمال والنفس.

بعد ايام قليلة سيحل علينا شهر رمضان المبارك، شهر القربات؛ الشهر الذي يتقرب فيه العبد من ربه بالعمل الصالح: بالنوافل وقراءة القرآن والصدقة والتحلي بالخلق الحسن، يجتهد في ذلك ما استطاع لأنه الشهر الذي تتضاعف فيه الحسنات ويجزي الله بصيامه ما لا يجزي في غيره من الطاعات، ولا يعلم قدر جزاء المؤمن به إلا هو سبحانه.

ولقد نعلم من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم توقيره لهذا الشهر واجتهاده فيه بالقيام حتى تتفطّر قدماه، وبالصدقة بحيث يكون أجود ما يكون فيه وقيل كالريح المرسلة لكثرة إنفاقه فيه. وهو القائل ترغيبا في إتيان المسلم أفضل ما يستطيعه فيه: « جاءكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله » رواه الطبراني.

فإذا كانت الآية السابقة الذكر تعم سائر أوقات المؤمن وسائر الشهور من عمره، فإنه أدعى أن يأخذ بها ويأتي بما مدح الله عباده فيها، من التلاوة لكتابه وإقامة الصلاة والإنفاق مما رزقه الله سرا وعلانية في شهر رمضان خاصة لأفضليته على سائر الشهور في العبادة والأجر.

ولقد وصف الله تبارك وتعالى هذه الأعمال بأنها ﴿ تِجَارَة لَنْ تَبُورَ ﴾، ولو وقفنا قليلا عند معاني هذه الكلمات، فسوف نجد أن كلمة “ تجارة “ هنا لا تعني التجارة التي يتداولها الناس بينهم ما بين بيع وشراء، ولكنها تجارة مع الله، وصفها المولى عز وجل بأنها “ لَنْ تَبُورَ “ ولم يقل “ لا تبور” حيث نفى عنها البوار نفيا مطلقا في الزمن، علاوة على نفي كل فساد أو كساد عن مثل هذه التجارة !

ثم تأتي الآية بعدها لتبيّن كيف يكون الربح من تجارة تلك صفاتها، حيث يقول جل وعلا: ﴿ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ فاطر:30.

فالأجر يكون كاملا وافيا مستوفيا لحسن أعمالهم ويزيد، – وذلك أفضل ما يرجوه التاجر من تجارته !

فإذا نظرنا إلى واقع الناس في رمضان وتعاطيهم للتجارة بيعا وشراء، نرى عجبا من تهافت الناس على الأسواق وأماكن البيع والشراء، بما يستغرق الساعات. ناهيك عما يصيب الباعة من طمع في زيادة الكسب اغتناما لفرصة ذلك الإقبال الزائد للمشترين.

والسؤال إزاء هذا الوضع:

متى سنفقه بأن الصيام هو إمساك عن الطعام والشراب ليس لمجرد الإمساك، ثم الانشغال به والتفكير فيه طيلة ساعات الصيام ؟

وأين نحن من رجاء التجارة التي عند الله، التي لا فساد فيها ولا كساد ولا ضياع ؟

يقول تعالى في سورة النور- مباشرة بعد آية النور! – : ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [36-37-38].

يمكننا على ضوء هذه الآيات أن نقسم الناس من حيث سلوكهم في رمضان إلى فئتين:

• فئة هي من قبيل أولئك الذين يمدحهم الله عز وجل، ممن لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وهنيئا لهم هذا الثناء من الله ثم الأجر والفضل الذي يخصهم به جل وعلا !

• وفئة هم بالضرورة ممن ألهتهم التجارة والبيع عن ذكر الله الذي هو أخص الذكر في رمضان، وعن إقامة الصلاة التي هي من أفضل الصلاة في شهر القيام، وعن إيتاء الزكاة في شهر القربات والصدقات والمسارعة في الخيرات.

ونلاحظ في ختام هذه الآيات ما جاء من حديث عن الجزاء على أحسن الأعمال والزيادة فيه بما يتفضل به المولى تبارك وتعالى على عباده كرما منه وجودا، لتختتم بقوله: ﴿ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.

ولقد نعلم ما في رمضان خاصة من بركة في الرزق، فهل في ذلك ما يدعو إلى الإفراط في اقتناء الضرورات وغير الضرورات مما ألزم الناس بها أنفسهم إلزاما في هذا الشهر بما لا يقدم في توقير رمضان شيئا ولا يؤخر، ولا يزيد في أجر الصائم ولا ينقص منه شيئا ؟!
لقد أفرطنا في النافلة وفرطنا في الفرض وغالينا في الشكل وتغافلنا عن المضمون – مضمون شهر رمضان المبارك الذي ليست بركته في الرزق، بقدر ما هي في القرآن الكريم الذي أنزل فيه، حيث يقول تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ البقرة:185.

وإنه الشهر المتضمن لتلك الليلة المباركة: ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. فالله يذكرنا فيه بأفضل نعمه علينا وأتمها وهي نعمة القرآن؛ بما جعل لنا فيه من خير ورحمة وبركة وفضل، ومن نور وهدى وموعظة وشفاء. وليست قراءته إلا لاستذكار تلك المعاني الجليلة وابتغاء النور الذي فيه لنستنير به من ظلمات الجهل والظن والتقليد للآباء وهوى النفس ووسوسة الشياطين.

ولقد آن لنا أن نفتح قلوبنا للقرآن نستشف منه العبر ونتعظ بالأمثال ونتدبر المعاني ونعمل بالأحكام ونلتزم ونجدد الالتزام بالأوامر وننتهي عن النواهي ونستغفر مما كان ونتوب، في شهر كله مغفرة، فيصفو القلب لتقبل الهدى والنور.

والله يستحثنا ويستعجلنا بقوله:﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ﴾ الحديد:16،

فإن لم نخشع في شهر الرحمات في حضرة كلام الرحيم الرحمن، فمتى سنخشع لذكره ونلوذ به ونعود إليه مستسلمين مستأنسين بشهر كله رحمة ونور؟

فالحذر الحذر من اللهو والسهو عن خيرات رمضان، بكافة الملهيات من بيع وشراء وإنفاق لا نفع فيه ! يقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ البقرة:254.

ويقول لنبيه عليه الصلاة والسلام: ﴿ قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ ﴾ إبراهيم:31.

فالله تعالى ينبهنا إلى أن الربح ربح الآخرة، والانشغال بالبيع والشراء هنا، الذي كل هم صاحبه الكسب للنفس مع الامتناع عن الإنفاق لا يفيد المؤمن في اليوم الآخر الذي لا بيع فيه.

يقول تعالى في سورة الجمعة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ الجمعة: 9-10-11.

فإن خص هذا التحذير يوما مباركا من أيام الأسبوع هو يوم الجمعة، الذي فرضت فيه صلاة الجمعة وحضور الجماعة للرجال، وإيثار ذلك على التجارة والبيع والشراء، فلا مانع من أن نطبقه على هذا الشهر المبارك من أشهر العام؛ ومنادي الجمعة ينادي إلى الصلاة ومنادي رمضان ينادي للصيام والقيام والصدقة وكل أعمال البر.

ولا غُرو أن ابتغاء الفضل والتماس الرزق والأكل من الطيبات هو من قبيل ما أحل الله لعباده، لكن أن يرافق ذلك كله ذكر كثير، فالله خير رازقا مما نطمع فيه في رمضان من كثير الرزق مالا ونفقة، بيعا وشراء.

جاء في سورة المنافقون: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ . وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ . وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ 9-10-11.

والمؤمن يسأل دائما عند قدوم رمضان أن يبلّغه الله إياه حتى لا يفوّت فرصة القرب من الله، بالانقطاع عن المفطرات والملهيات، والإقلاع عن قبيح الأخلاق وسيئ العادات التي التصقت بسلوكه طوال العام؛ فيجدد في نفسه العزم على ترك كل قبيح وتعلم ما هو جميل ونافع، يعينه على ذلك هذا الشهر الكريم بالصلاة والذكر وقراءة القرآن، وتعاون الناس على الخير سواء بالصدقات أو بحضور الجماعات.

إنها دعوات من الله يضمها كتابه الكريم الذي هو مأدبته، كما جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن هذا القرآن مأدُبة الله في أرضه فاقبلوا مأدبته ما استطعتم »،

يدعونا فيها ربنا إلى تذوق أطباق من الحكم والمواعظ والعبر شتى مما لا يشبع منه العلماء.

ففي رمضان ليست الدعوة دعوة إلى مائدة الطعام عندما يؤَذّن بالإفطار وقد وضعت عليها أنواعا من الأكلات والأطباق الشهية – وإن كان ذلك من قبيل ما أحلّ الله لنا-،

بقدر ماهي دعوة إلى مائدة القرآن تلاوة وتدبرا، وتتبعا بالعمل وعزيمة على الطاعة.

والله يوفقنا لصيامه وقيامه، إيمانا خالصا من نفوسنا واحتسابا للأجر الجزيل عند الله تعالى الذي نحن بحاجة إليه، وهو الغني عنا سبحانه، لا يرجو بفرض الصيام علينا إلا أن ننفض الغبار عن نفوسنا ونتسامى في درجات الخير والإحسان، وهو جل وعلا يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر.

فمن منّا سيدخل هذا المشروع العظيم
فهى نعم التجارة الرابحــة
ليفوز برضا الله عز وجل وجنة عرضها السموات والأرض
ورفقة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وصحابته الكرام

اللهم اجعلنا خير من يغتنم موسم رمضان وبقية الحياة .
اللهم أصلح لنا شأننا كله , ولاتكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك .

وكل عام وانتم بخير.

...تابع القراءة

| 1 التعليقات ]

1

السلام عليكم ورحم الله وبركاتة.

سمعت أننا لا يجوز أن نصوم قبل رمضان ، فهل ذلك صحيح ؟.

الحمد لله

وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تنهى عن الصيام في النصف الثاني من شعبان ، إلا في حالين :

الأولى : من كانت له عادة بالصيام ، ومثال من له عادة : أن يكون الرجل اعتاد أن يصوم يوم الاثنين والخميس -مثلاً- ، فإنه يصومهما ولو كان ذلك في النصف الثاني من شعبان .

الثانية : إذا وصل النصف الثاني من شعبان بالنصف الأول .

بأن يبتدئ الصيام في النصف الأول من شعبان ويستمر صائما حتى يدخل رمضان ، فهذا جائز .

فمن هذه الأحاديث :

ما روى البخاري (1914) مسلم (1082) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ ) .

وروى أبو داود (3237) والترمذي (738) وابن ماجه (1651) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا ) . صححه الألباني في صحيح الترمذي (590) .

قال النووي :

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْم وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُل كَانَ يَصُوم صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ ) , فِيهِ التَّصْرِيح بِالنَّهْيِ عَنْ اِسْتِقْبَال رَمَضَان بِصَوْمِ يَوْم وَيَوْمَيْنِ , لِمَنْ لَمْ يُصَادِف عَادَة لَهُ أَوْ يَصِلهُ بِمَا قَبْله , فَإِنْ لَمْ يَصِلهُ وَلا صَادَفَ عَادَة فَهُوَ حَرَام اهـ

وروى الترمذي (686) والنسائي (2188) عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِي يَشُكُّ فِيهِ النَّاسُ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

قال الحافظ في فتح الباري :

اسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى تَحْرِيم صَوْم يَوْمِ الشَّكِّ لأَنَّ الصَّحَابِيَّ لا يَقُولُ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ رَأْيِهِ اهـ

ويوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان إذا لم يُرَ الهلال بسبب الغيم أو نحوه ، وسُمِّي يوم شك لأنه يحتمل أن يكون يوم الثلاثين من شعبان ، ويحتمل أن يكون اليوم الأول من رمضان .

فيحرم صيامه إلا لمن وافق عادة صيامه .

قال النووي رحمه الله في المجموع (6/400) عن حكم صيام يوم الشك :

وَأَمَّا إذَا صَامَهُ تَطَوُّعًا ، فَإِنْ كَانَ لَهُ سَبَبٌ بِأَنْ كَانَ عَادَتُهُ صَوْمَ الدَّهْرِ ، أَوْ صَوْمَ يَوْمٍ وَفِطْرَ يَوْمٍ ، أَوْ صَوْمَ يَوْمٍ مُعَيَّنٍ كَيَوْمِ الِاثْنَيْنِ فَصَادَفَهُ جَازَ صَوْمُهُ بِلا خِلافٍ بَيْنَ أَصْحَابِنَا . . . وَدَلِيلُهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ : ( لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْم وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُل كَانَ يَصُوم صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ ) ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ سَبَبٌ فَصَوْمُهُ حَرَامٌ اهـ بتصرف .

وقال الشيخ ابن عثيمين في شرحه لحديث : ( لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْم وَلا يَوْمَيْنِ ..) :

واختلف العلماء رحمهم الله في هذا النهي هل هو نهي تحريم أو نهي كراهة ؟ والصحيح أنه نهي تحريم ، لاسيما اليوم الذي يشك فيه اهـ . شرح رياض الصالحين (3/394) .

وعلى هذا يكون الصيام في النصف الثاني من شعبان على قسمين :

الأول : الصيام من اليوم السادس عشر إلى الثامن والعشرين ، فهذا مكروه إلا لمن وافق عادته .

الثاني : صيام يوم الشك ، أو قبل رمضان بيوم أو يومين ، فهذا حرام إلا لمن وافق عادته .

والله أعلم .

 

الإسلام سؤال وجواب

...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]


فضل صيام الستّ من شوال

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله واله واصحبه اجمعين .

صيام ست من شوال بعد فريضة رمضان سنّة مستحبّة وليست بواجب ، ويشرع للمسلم صيام ستة أيام من شوال ، و في ذلك فضل عظيم ، وأجر كبير ذلك أن من صامها يكتب له أجر صيام سنة كاملة ..
كما صح ذلك عن المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر . " رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

وقد فسّر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة : (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) . " وفي رواية : " جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تمام السنة " النسائي وابن ماجة وهو في صحيح الترغيب والترهيب 1/421
ورواه ابن خزيمة بلفظ : " صيام شهر رمضان بعشرة أمثالها وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة " .

وقد صرّح الفقهاء من الحنابلة والشافعية : بأن صوم ستة أيام من شوال بعد رمضان يعدل صيام سنة فرضا ، وإلا فإنّ مضاعفة الأجر عموما ثابت حتى في صيام النافلة لأن الحسنة بعشرة أمثالها .

ثم إنّ من الفوائد المهمّة لصيام ستّ من شوال تعويض النّقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثّر سلبا في صيامه ويوم القيامة يُؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت تامة وإن انتقص منها شيئا قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم " رواه أبو داود .
 والله أعلم .


الشيخ محمد صالح المنجد





...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]


بمناسبة عيد الفطر المبارك

 يسعدنى و يشرفنى أن أتقدم لكم بخالص التهانى القلبية وأطيب الأمنيات
اعاده الله على الامة الاسلامية بالخير واليمن والبركة
و نسأل الله العلي العليم القدير
أن نكون ممن عفا عنهم ورحمهم وأعتقهم من النار
وأن نكون قد خرجنا من شهره الكريم
بذنب مغفور و عمل مقبول
و أن يتقبل صيامنا و قيامنا و صالح أعمالنا ..

**********

نستقبل بكل الشوق يوم من أيام الفرح والسرور للمسلمين .
يوم تتعالى فيه الأصوات بنداء تلذ الألسنة بتكراره .

وتطرب الآذان لسماعه ،
وترجف القلوب من ترداده

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ،الله أكبر الله أكبر ولله الحمد "
فالله أكبر ما تعانقت القلوب المؤمنة فرحة بفضل الله ،
والله أكبر ما تصافحت الأيادي المتوضئة معلنة المحبة والتسامح بين المسلمين ،
ولله الحمد على ما يسّره الله لنا من الفرح والسرور

في هذا اليوم العظيم.
العيد عندنا طاعة:
يفرح فيه المسلمون بربهم عز وجل وهم يخرجون للصلاة
واستماع الموعظة يكبرون الله تعالى .

فعيد المسلمين :
تكبير وصلاة وموعظة وأضْحِية ،
فرحة في طهارة وحجاب.

أما أعياد غيرنا :
فترتبط بأمور دنيوية وتجدها مشحونة بالاختلاط والإسراف
والتبرج والفسق وبالطبع لا مكان فيها لطاعة أو عبادة .

بعض أحكام العيد وآدابه

أولاً: لكل قوم عيد ، وهذا عيدنا نحن المسلمون
اعلم أخي المسلم أن الله قد خصنا بيوميّ عيد الفطر وعيد الأضحى
فلا ينبغي أن نشارك غيرنا في أعيادهم لماذا ؟

الإجابــــة

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
"قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال ما هذان اليومان قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر"
صححه ابن حجر والأرنؤوط .

ثانياً:الاغتسال ، ولبْس أحسن الثياب ، والتّطيُّبْ للرجال

1- روى البيهقي بسند صحيح أن رجلا سأل الإمام علي رضي الله عنه عن الغُسل
فقال الإمام علي : اغتسل كل يوم إن شئت
فقال الرجل : لا ..... الغسل الذي هو الغسل
فقال الإمام علي : "يوم الجمعة ، ويوم عرفة ، ويوم النحر ، ويوم الفطر "

2- وكان ابن عمر رضي الله عنهما يلبس أحسن الثياب في العيدين .

ثالثا ً:خروج النساء والصبيان

1- حديث أم عطية قالت : " أمرنا أن نخرج العواتق والأمرنا أن نخرج العواتق وذوات الخدور . وعن أيوب ، عن حفصة بنحوه ، وزاد في حديث حفصة : قال ، أو قالت : العواتق وذوات الخدور ، ويعتزل الحيض المصلى . حيّض في العيدين "
(صحيح البخاري) (العواتق : البنات الأبكار )

فعلى النساء الخروج إلى العيد مرتديات الحجاب ،
ولا يجوز لهن وضع الطيب
ويجب عليهن اعتزال الرجال .

رابعاً: الخروج للعيد ماشيا

من السنة صلاة العيد في المصلى خارج البلد والذهاب إليها ماشيا ً
حيث ورد في الصحيحين ( البخاري ومسلم )
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى المصلـّى ماشيا ً.

خامسا ً: مخالفة الطريق

روى البخاري عن جابر رضي الله عنه أنه قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق "
أي يذهب للمصلى من طريق ويعود من طريق آخر .

سادسا ً: التكبير في العيد

كيفية التكبير

السنة : التكبير جهرا ً

صيغة التكبير

يوجد الكثير من الصيغ أصحّ ما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم :
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
وأن لا تتم بصورة جماعية في صوت واحد ،
ولكن تتم بصورة فردية
( تتداخل فيها أصوات المكبرين ) .

أماكن التكبير: في الشارع – في المنزل – بعد الصلوات

النساء تكبرن دون رفع الصوت حتى لا يسمعن الرجال .

سابعا ً: صلاة العيد بلا سنة ولا إقامة ولا قول الصلاة جامعة

1- خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفطر
فصلى ركعتين لم يصلّ قبلهما ولا بعدهما .
حديث متفق عليه (أي رواه البخاري ومسلم )

2- وروى البخاري ومسلم أيضا ً:عن جابر بن سمرة قال:

صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا قول الصلاة جامعة "

 
3- وعن ابن عباس ، وجابر قالا :" لم يكن يُؤذن يوم الفطر ،ولا يوم الأضحى ". متفق عليه

ثامنا ً:كيفية صلاة العيد

صلاة العيد ركعتان لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
" صلاة الأضحى ركعتان وصلاة الفطر ركعتان وصلاة الجمعة ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم وقد خاب من افترى "

- عدد التكبيرات في الركعة الأولى :

سبعة (7) تكبيرات ، ليست متضمّة تكبيرة الدخول في الصلاة

- عدد التكبيرات في الركعة الثانية :

خمسة (5) تكبيرات ، ليست متضمّة تكبيرة القيام من سجود الركعة الأولى.
- وتكون قبل بدء القراءة في الركعتين.

- بين كل ركعتين :

صح عن ابن مسعود رضي الله عنه أن يحمد الله ويثني عليه
ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بين الركعتين .

تاسعا:الاستماع إلى الخطبة

يستحب الجلوس للاستماع إليها ولا يلزمهم ذلك ،
بل من شاء من الحاضرين حضرها وهذا أفضل ومن شاء انصرف
لقوله صلى الله عليه وسلم : إننا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب أن يذهب فليذهب "
صحيح أبي داود.

عاشرا:استحباب التهنئة بالعيد

كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض :

تقبل الله منـّا ومنك .
حسنه الحافظ وصححه الألباني .

ومثل ذلك : كل عام وأنتم بخير ونحوها من ألفاظ التهنئة .

الحادي عشر: عدم زيارة القبور

لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه زار قبرا ً في ذهابه أو إيابه لصلاة العيد
رغم وقوع المقابر في طريقه ، بل قال صلى الله عليه وسلم
أول ما نبدأ به يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر من فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ....".صحيح البخاري

الثاني عشر:الفرحــــــة

يشرع التوسعة على العيال في أيام العيد بما يدخل السرور في قلوبهم بالذهب الى الحدائق و الاماكن العامة المخصصة لذلك .
ولكن بغير مُحَرَّم ٍ .

وكل عام وانتم بخير

...تابع القراءة

| 1 التعليقات ]



زكاة الفطر

أولا: تعريفها وحكمها

1- زكاة الفطر أو صدقة الفطر هي الزكاة التي سببها الفطر من رمضان. فرضت في السنة الثانية للهجرة، أي مع فريضة الصيام. وتمتاز عن الزكوات الأخرى بأنها مفروضة على الأشخاص لا على الأموال.

2- واتفق جمهور العلماء أنها فريضة واجبة، لحديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر ، صاعا من تمر أو صاعا من شعير ، على العبد والحر ، والذكر والأنثى ، والصغير والكبير ، من المسلمين ، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة . " صحيح البخاري .

3- وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكمتها وأنها طهرة للصائم من اللَّغو والرَّفث اللذين قلَّما يسلم صائم منهما، وهي طُعمة للمساكين حتى يكون المسلمون جميعاً يوم العيد في فرح وسعادة.

ثانياً: على من تجب؟

1- تجب زكاة الفطر على كل مسلمٍ عبدٍ أو حرٍّ، ذَكرا كان أو أنثى، صغيرا أو كبيرا، غنيا أو فقيرا. ويخرجها الرجل عن نفسه وعمَّن يعول، وتخرجها الزوجة عن نفسها أو يخرجها زوجها عنها. ولا يجب إخراجها عن الجنين وإن كان يستحب ذلك عند أحمد بن حنبل رضي الله عنه.

2- وقد اشترط الجمهور أن يملك المسلم مِقدار الزكاة فاضلاً عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، وعن سائر حوائجه الأصلية.
والدَّين المؤجل لا يؤثر على وجوب زكاة الفطر بخلاف الدَّين الحالّ (الذي يجب تأديته فوراً)

ثالثاً: مقدار زكاة الفطر ونوعها

1- اتفق الأئمة الثلاثة: مالك والشافعي وأحمد، ومعهم جمهور العلماء، أن زكاة الفطر صاع من تمر أو شعير أو زبيب أو أقِط أو قمح، أو أي طعام آخر من قوت البلد، وذلك لحديث ابن عمر المذكور آنفاً، ولحديث أبي سعيد الخدري: " كنا نخرج زكاة الفطر ، صاعا من طعام ، أو صاعا من شعير ، أو صاعا من تمر ، أو صاعا من أقط ، أو صاعا من زبيب "صحيح البخاري.

وقال الأحناف: زكاة الفطر صاع من كل الأنواع، إلاّ القمح، فالواجب فيه نصف صاع. والأحوط اعتماد الصاع من كل الأنواع.

2- والصاع أربع حفنات بكفَّي رجل معتدل الكفين، أو أربعة أمدد، لأن المدّ هو أيضاً ملء كفي الرجل المعتدل، والصاع من القمح يساوي تقريباً 2176 غراماً، أما من غير ذلك فقد يكون أكثر أو أقل.

3- وتخرج زكاة الفطر من غالب قوت البلد، أو من غالب قوت المزكي إذا كان أفضل من قوت البلد، وهذا رأي جمهور الفقهاء والأئمة.

4- ويجوز أداء قيمة الصاع نقوداً فهي أنفع للفقير، وأيسر في هذا العصر، وهو مذهب الأحناف وروي عن عمر بن عبد العزيز والحسن البصري.

رابعاً: وقتها

1- تجب زكاة الفِطر بغروب آخر يوم من رمضان، عند الشافعية، وبطلوع فجر يوم العيد عند الأحناف والمالكية.

2- ويجب إخراجها قبل صلاة العيد لحديث ابن عباس، ويجوز تقديمها من أول شهر رمضان عند الشافعي، والأفضل تأخيرها إلى ما قبل العيد بيوم أو يومين، وهو المعتمد عند المالكية، ويجوز تقديمها إلى أول الحول عند الأحناف؛ لأنها زكاة. وعند الحنابلة يجوز تعجيلها من بعد نصف شهر رمضان.

خامسا: لمن تصرف زكاة الفطر

1- وقد أجمع العلماء أنها تصرف لفُقراء المسلمين، وأجاز أبو حنيفة صرفها إلى فُقراء أهل الذمة.

2- والأصل أنها مفروضة للفقراء والمساكين، فلا تعطى لغيرهم من الأصناف الثمانية، إلاّ إذا وجدت حاجة أو مصلحة إسلامية. وتصرف في البلد الذي تؤخذ منه، إلاّ إذا لم يوجد فقراء فيجوز نقلها إلى بلد آخر.

3- ولا تصرف زكاة الفطر لمن لا يجوز صرف زكاة المال إليه، كمرتد أو فاسق يتحدى المسلمين، أو والد أو ولد أو زوجة.



...تابع القراءة

| 6 التعليقات ]





ان ليلة القدر ليلة مباركة ، وهي من ليالي شهر رمضان المبارك ..
وهي خيراً من الف شهر كما قال المولى عز وجل :
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ{2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ{3} سورة القدر
ويمكن التماسها في العشر الأواخر منه،وفي الليالي الأوتار خاصة،
قال صلى الله عليه وسلم " تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان " رواه البخاري

أي هي في ليلة واحد وعشرين او ليلة ثلاث وعشرين أو ليلة خمس وعشرين أو ليلة سبع وعشرين أو ليلة تسع وعشرين

وهنا نرى الأمر النبوي إذ قال التمسوا وتحروّا
وقال تعالى " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " آل عمران

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان " متفق عليه .

وأرجى ليلة يمكن أن تكون فيها هي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان ..

فكان أبي بن كعب يقول : " والله إني لأعلم أي ليلة هي ، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها ، وهي ليلة سبع وعشرين " أخرجه مسلم .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان متحرياً فليتحرها ليلة سبع وعشرين ، يعني ليلة القدر " أخرجه أحمد بسند صحيح .

والصحيح أن ليلة القدر لا أحد يعرف لها يوماً محدداً..

فعن عبدالله بن أنيس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها ، وإذا بي أسجد صبيحتها في ماء وطين " قال : فمطرنا في ليلة ثلاث وعشرين ، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف ، وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه "أخرجه مسلم وأحمد .

وعن بن عمر رضي الله عنهما : أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدرفي المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أرى رؤياكم قد تواطأت ـ توافقت ـ في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر " متفق عليه .

وعن بن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" التمسوها في العشر الأواخرمن رمضان ليلة لقدر، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى " أخرجه البخاري ،

قال أبو سلمة : قلت ياأبا سعيد : إنكم أعلم بالعدد منا ، قال أجل نحن أحق بذلك منكم. قلت : ما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال : إذا مضت واحدة وعشرين فالتي تليها ثنتين وعشرين وهي التاسعة ، فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة ، فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة .

ومن علامات ليلة القدر ان تشرق الشمس صبيحتها لاشعاع لها قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " يحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع "رواه مسلم ، وابن حنبل ،والنسائي ، والترمذي وأبو داود

وأما العمل في ليلة القدر وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة وقد أمرالسيدة عائشة رضى الله عنها بالدعاء فيها ..
سئلت عائشة – رضي الله عنها – النبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : « قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفو عني »

قال سفيان الثوري : " الدعاء في تلك الليلة أحب إلي من الصلاة ".

ومراده أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء وأن قرأ ودعا كان حسنا وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان ويقرأ قراءة مرتلة لا يمر بآية فيها الرحمة إلا سأل ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها.

...تابع القراءة

| 1 التعليقات ]

AF6BD 

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله واله واصحبه اجمعين ..

عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل , وأيقظ أهله , وجدَّ وشدَّ المئزر " [رواه البخاري ( 2024 ) ومسلم ( 2/832 ) .

قولها : ( أحيا الليل ) أي سهره , فأحياه بالطاعة , وقولها : ( وأيقظ أهله ) أي للصلاة بالليل ,

وقوله : ( وشد مئزره ) أي اعتزل النساء ليتفرغ للعبادة صلوات الله وسلامه عليه .

وعنها رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الآخر ما لا يجتهد في غيره " رواه مسلم ( 2/832 )  .

وروى الترمذي من حديث زينب بنت أم سلمة قالت : " لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقى من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه " .

وروى الترمذي ( 795 ) من حديث علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم : " كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من شهر رمضان " وقال الترمذي : حديث حسن صحيح .

هديه صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف :

عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان " رواه البخاري ( 2025 ) ومسلم ( 2/830 )  .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل , ثم اعتكف أزواجه من بعده " [رواه البخاري ( 2026 ) ومسلم ( 2/831 ) .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر , ثم دخل معتكفه , وأنه أمر بخبائه فضرب , لما أراد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان , فأمرت زينب بخبائها فضرب , وأمر غيرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بخبائها فضرب , فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر نظر فإذا الأخبية , فقال : " آلبر تردن ؟! " فأمر بخبائه فقوض , وترك الاعتكاف في شهر رمضان , حتى اعتكف في العشر الأول من شوال " رواه البخاري ( 2033 ) ومسلم ( 2/831 ) .

وهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يتخذ خباء يخلو فيه في أيام اعتكافه .

عن أبي هريرة قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام , فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين " رواه البخاري ( 2044 )  .

وكان سبب اعتكافه صلى الله عليه وسلم طلب ليلة القدر ,

كما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها قالت :  كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان , ويقول : " تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان " رواه البخاري ( 2020 )  .

وثبت في صحيح مسلم ( 2/825 ) من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة , ثم اعتكفت العشر الأوسط , ثم أتيت فقيل لي : إنها في العشر الأواخر , فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف " .

وكان يرغب في قيام ليلة القدر , كما ثبت في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري ( 1901 ) ومسلم ( 1/524 ) .

وكان صلى الله عليه وسلم في حال اعتكافه ربما أخرج رأسه لعائشة لترجله له , وكان لا يخرج من المسجد إلا لحاجة الإنسان ،

كما ثبت في الصحيحين عنها قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصغي إلي رأسه وهو مجاور في المسجد , فأرجله وأنا حائض " .
وفي حديث آخر لبخاري قالت : " كان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفا " .

وكان صلى الله عليه وسلم ربما زاره بعض أزواجه وهو معتكف , فيخرج معها ليرجعها إلى بيتها ,

كما ثبت في "الصحيحين" من حديث علي بن الحسين أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان , فتحدثت عنده ساعة , ثم قامت تنقلب , فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها , حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار , فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : " على رسلكما , إنما هي صفية بنت حيىّ ". فقالا : سبحان الله يا رسول الله , وكبر عليهما . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم , وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا ".

وقال العلامة ابن القيم : « وكان إذا اعتكف طرح له فراشه ، ووضع له سريره في معتكفه ، وكان إذا خرج لحاجته ، مر بالمريض وهو على طريقه ، فلا يعرج عليه ولا يسأل عنه . واعتكف مرة في قبة تركية ، وجعل على سدتها حصيراً ، كل هذا تحصيلا لمقصود الاعتكاف وروحه ، عكس ما يفعله الجهال من اتخاذ المعتكف موضع عشرة ، ومجلبة للزائرين , وأخذهم بأطراف الأحاديث بينهم , فهذا لون , والاعتكاف النبوي لون . والله الموفق » ا.هـ

[زاد المعاد ( 2/89_90 ) ] .

...تابع القراءة

| 2 التعليقات ]

r11

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين وعلى آله وصحبة الغر الميامين .

ساعات قليلة تفصلنا عن الأيام العشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك،

وللعشر الأواخر من رمضان خصائص ليست لغيرها من الأيام ..

فمن خصائصها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العمل فيها أكثر من غيرها..

ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها :" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها "

وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله ".

فهذه العشر كان يجتهد فيها صلى الله عليه وسلم أكثر مما يجتهد في غيرها من الليالي والأيام من انواع العبادة : من صلاة وقرآن وذكر وصدقة وغيرها ..

وكان النبي صلى الله عليه وسلم  يشد مئزره يعني : يعتزل نساءه ويفرغ للصلاة والذكر ..

وكان النبي صلى الله عليه وسلم  يحيي ليله بالقيام والقراءة والذكر بقلبه ولسانه وجوارحه لشرف هذه الليالي والتي فيها ليلة القدر التي من قامها إيمانا واحتسابا غفر الله ماتقدم من ذنبه .

ومما يدل على فضيلة العشر الأواخر من شهر رمضان من الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله فيها للصلاة والذكر حرصا على اغتنام هذه الليالي المباركة بما هي جديرة به من العبادة فإنها فرصة العمر وغنيمة لمن وفقه الله عز وجل فلا ينبغي للمسلم العاقل أن يفوّت هذه الفرصة الثمينة على نفسه

وأهله فما هي إلا ليال معدودة ربما يُدرك الإنسان فيها نفحة من نفحات المولى فتكون ساعادة في الدنيا والآخرة .ولذلك وجب علينا إستغلال هذه الأيام المباركه ..

أهم الأعمال التي كان يحرص عليها الأولون وينبغي علينا الإقتداء بهم في ذلك :

1- الحرص على إحياء هذه الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر وقراءة القرآن وسائر القربات والطاعات ، وإيقاظ الأهل ليقوموا بذلك كما كان صلى الله عليه وسلم يفعل . قال الثوري : أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد
فيه ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك . وليحرص على أن يصلي القيام مع الإمام حتى ينصرف ليحصل له قيام ليلة ،

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة  " صحيح الجامع

2- اجتهد في تحري ليلة القدر في هذه العشر فقد قال الله تعالى :{ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ }[القدر:3].

ومقدارها بالسنين ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر . قال النخعي : العمل فيها خير من العمل في ألف شهر . وقال صلى الله عليه وسلم " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر ما تقدم من ذنبه " متفق عليه

. وقوله صلى الله عليه وسلم [إيماناً]أي إيماناً بالله وتصديقاً بما رتب على قيامها من الثواب. و[احتساباً] للأجر والثواب وهذه الليلة في العشر الأواخر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان " متفق عليه .

وهي في الليالي الوتر أقرب من الأشفاع ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان " رواه البخاري .
وهي في السبع الأواخر أقرب , لقوله صلى الله عليه وسلم : " التمسوها في العشر الأواخر , فإن ضعف أحدكم أوعجز فلا يغلبن على السبع البواقي ) رواه مسلم .

وأقرب السبع الأواخر ليلة سبع وعشرين لحديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : " قال أبي ، في ليلة القدر : والله ! إني لأعلمها . وأكثر علمي هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها . هي ليلة سبع وعشرين " . رواه مسلم .

وهذه الليلة لا تختص بليلة معينة في جميع الأعوام بل تنتقل في الليالي تبعاً لمشيئة الله وحكمته .
قال ابن حجر عقب حكايته الأقوال في ليلة القدر : وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأواخر وأنها تنتقل ...

3- احرص على الدعاء و الاعتكاف في هذه العشر ان استطعت .

والاعتكاف : لزوم المسجد للتفرغ  لطاعة الله تعالى . وهو من الأمور المشروعة . وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم وفعله أزواجه من بعده ,

ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله - عز وجل – ثم اعتكف أزواجه من بعده "

ولما ترك الاعتكاف مرة في رمضان اعتكف في العشر الأول من شوال , كما في حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين .

قال الإمام أحمد – رحمه الله - : لا أعلم عن أحد من العلماء خلافاً أن الاعتكاف مسنون والأفضل اعتكاف العشر جميعاً كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل لكن لو اعتكف يوماً أو أقل أو أكثر جاز . قال في الإنصاف : أقله إذا كان تطوعاً أو نذراً مطلقاً ما يسمى به معتكفاً لابثاً. وقال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله : وليس لوقته حد محدود في أصح أقوال أهل العلم .
وينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والاستغفار والقراءة والصلاة والعبادة , وأن يحاسب نفسه , وينظر فيما قدم لآخرته , وأن يجتنب ما لا يعنيه من حديث الدنيا , ويقلل من الخلطة بالخلق . قال ابن رجب : ذهب الإمام أحمد إلى أن المعتكف لا يستحب له مخالطة الناس , حتى ولا لتعليم علم وإقراء قرآن , بل الأفضل له الانفراد بنفسه والتحلي بمناجاة ربه وذكره ودعائه .

فضل ليلة القدر

عَظَّمَ القرآنُ شأنَ هذه الليلة، فأضافها إلى (القدر) أي المقام والشرف، وأي مقام وشرف أكثر من أن تكون خيرًا وأفضل من ألف شهر. أي الطاعة والعبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.

وألف شهر تساوي ثلاثًا و ثمانين سنة وأربعة أشهر، أي أن هذه الليلة الواحدة أفضل من عمر طويل يعيشه إنسان عمره ما يقارب مائة سنة، إذا أضفنا إليه سنوات ما قبل البلوغ والتكليف.
وهي ليلة تتنزَّل فيها الملائكة برحمة الله وسلامه وبركاته، ويرفرف فيها السلام حتى مطلع الفجر.

وفي السنة جاءت أحاديث جمة في فضل ليلة القدر، والتماسها في العشر الأواخر ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه"

ويحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغفلة عن هذه الليلة وإهمال إحيائها، فيحرم المسلم من خيرها وثوابها، فيقول لأصحابه، وقد أظلهم شهر رمضان: " إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حُرِم الخيرَ كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم " (رواه ابن ماجه من حديث أنس، وإسناده حسن كما في صحيح الجامع الصغير وزيادته -2247).

وكيف لا يكون محرومًا من ضيع فرصة هي خير من ثلاثين ألف فرصة؟.


أي ليلة هي ؟

ليلة القدر في شهر رمضان يقينًا، لأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن، وهو أنزل في رمضان، لقوله تعالى: ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) البقرة : 185.

والواضح من جملة الأحاديث الواردة أنها في العشر الأواخر، لما صح عن عائشة قالت: كان رسول الله يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: " تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان "، متفق عليه

وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم، خرج إليهم صبيحة عشرين فخطبهم، وقال: " إني أريت ليلة القدر ثم أنسيتها - أو نسيتها - فالتمسوها في العشر الأواخر، في الوتر" متفق عليه  .وفي رواية: "ابتغوها في كل وتر "

وإذا كان دخول رمضان يختلف - كما نشاهد اليوم - من بلد لآخر، فالليالي الوترية في بعض الأقطار، تكون زوجية في أقطار أُخرى، فالاحتياط التماس ليلة القدر في جميع ليالي العشر.

ويتأكد التماسها وطلبها في الليالي السبع الأخيرة من رمضان،

فعن ابن عمر: أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام، في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم قد تواطأت (أي توافقت) في السبع الأواخر، فمن كان متحريها، فليتحرها في السبع الأواخر" صحيح البخاري

وعن ابن عمر أيضًا: "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز، فلا يُغلبن على السبع البواقي" صحيح مسلم.

والسبع الأواخر تبدأ من ليلة 23 إن كان الشهر 29 ومن ليلة 24 إن كان الشهر 30 يومًا.
ورأي أبي بن كعب وابن عباس من الصحابة رضي الله عنهم أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان، وكان أُبَىّ يحلف على ذلك لعلامات رآها، واشتهر ذلك لدى جمهور المسلمين، حتى غدا يحتفل بهذه الليلة احتفالاً رسميًا.

والصحيح: أن لا يقين في ذلك، وقد تعددت الأقوال في تحديدها .
وأرجحها كلها: أنها في وتر من العشر الأخير، وأنها تنتقل، كما يفهم من أحاديث هذا الباب، وأرجاها أوتار العشر، وأرجى أوتار العشر عند الشافعية ليلة إحدى وعشرين، وعند الجمهور ليلة سبع وعشرين (فتح الباري -171/5 ط. الحلبي).

روى البخاري عن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين (أي تنازعا وتخاصما) فقال: "خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرفعت (أي من قلبي فنسيت تعيينها) وعسى أن يكون خيرًا لكم".

الحكمة في إخفاء ليلة القدر

ولله حكمة بالغة في إخفائها عنا، فلو تيقنا أي ليلة هي لتراخت العزائم طوال رمضان، واكتفت بإحياء تلك الليلة، فكان إخفاؤها حافزًا للعمل في الشهر كله، ومضاعفته في العشر الأواخر منه، وفي هذا خير كثير للفرد وللجماعة.

وهذا كما أخفى الله تعالى عنا ساعة الإجابة في يوم الجمعة، لندعوه في اليوم كله، وأخفى اسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب؛ لندعوه بأسمائه الحسنى جميعًا.

قال العلماء : ليحصل الاجتهاد في التماسها , بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها ..

وعليه فاجتهد في قيام هذه العشر جميعاً وكثرة الأعمال الصالحة فيها وستظفر بها يقيناً بإذن الله عز وجل .

والأجر المرتب على قيامها حاصل لمن علم بها ومن لم يعلم , لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشترط العلم بها في حصول هذا الأجر .

علامات ليلة القدر

وقد ورد لليلة القدر علامات، أكثرها لا يظهر إلا بعد أن تمضى، مثل: أن تظهر الشمس صبيحتها لا شعاع لها، أو حمراء ضعيفة......إلخ.

ومثل: أنها ليلة مطر وريح، أو أنها ليلة طلقة بلجة، لا حارة ولا باردة، إلخ ما ذكره الحافظ في الفتح.

وكل هذه العلامات لا تعطي يقينًا بها، ولا يمكن أن تَطَّرد، لأن ليلة القدر في بلاد مختلفة في مناخها، وفي فصول مختلفة أيضًا، وقد يوجد في بلاد المسلمين بلد لا ينقطع عنه المطر، وآخر يصلي أهله صلاة الاستسقاء مما يعاني من المَحْل، وتختلف البلاد في الحرارة والبرودة، وظهور الشمس وغيابها، وقوة شعاعها، وضعفه، فهيهات أن تتفق العلامات في كل أقطار الدنيا.

ومما بحثه العلماء هنا: هل تعتبر ليلة القدر ليلة خاصة لبعض الناس، تظهر له وحده بعلامة يراها، أو رؤيا في منام، أو كرامة خارقة للعادة، تقع له دون غيره؟

أم هي ليلة عامة لجميع المسلمين بحيث يحصل الثواب المرتب عليها لمن اتفق له أنه أقامها، وإن لم يظهر له شيء؟.

لقد ذهب جمع من العلماء إلى الاعتبار الأول، مستدلين بحديث أبي هريرة: "من يقم ليلة القدر فيوافقها.." صحيح مسلم

وبحديث عائشة: أرأيت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟.
فقال صلى الله عليه وسلم : "قولي: اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عني" رواه ابن ماجه والترمذي .

وفسَّروا الموافقة بالعلم بها، وأن هذا شرط في حصول الثواب المخصوص بها.
ورجح آخرون معنى يوافقها: أي في نفس الأمر، إن لم يعلم هو ذلك، لأنه لا يشترط لحصولها رؤية شيء، ولا سماعه، كما قال الإمام الطبري بحق.

وكلام بعض العلماء في اشتراط العلم بليلة القدر كان هو السبب فيما يعتقده كثير من عامة المسلمين أن ليلة القدر طاقة من النور تُفتح لبعض الناس من السعداء دون غيرهم. ولهذا يقول الناس: إن فلانا انفتحت له ليلة القدر، وكل هذا مما لا يقوم عليه دليل صريح من الشرع.
فليلة القدر ليلة عامة لجميع من يطلبها، ويبتغي خيرها وأجرها، وما عند الله فيها، وهي ليلة عبادة وطاعة، وصلاة، وتلاوة، وذكر ودعاء وصدقة وصلة وعمل للصالحات، وفعل للخيرات.

وأدنى ما ينبغي للمسلم أن يحرص عليه في تلك الليلة: أن يصلي العشاء في جماعة، والصبح في جماعة، فهما بمثابة قيام الليل.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما صلى الليل كله" صحيح الجامع

 

 

...تابع القراءة

المشاركات الشائعة