لما لا نستخدم عقولنا ..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اما بعد...
لما لا نستخدم عقولنا

ماحال عقلوكم في التفكير ؟
وماحال الصمت في حياتكم ؟
ومتى تتخذونه ملاذاً لكم ..!

أنعم الله علينا بالعقل دون جميع مخلقاته، وسائر كونه الفسيح، الكل يسبح للخالق الاعظم والكل يسير لما
 خلق له وفقاً لمقادير وضعت لنا جميعاً، ولكن الانسان ميزه الله بالعقل لحكمة عنده، فهل نستخدم عقولنا حقاً ونعى كم من نعمة حيانا الله بها، العقل إحدى تلك النعم ومن النعم الثريةالتى من خلالها نستشعر باقى النعم الاخرى الكثيرة ،،

بماذا تستخدم أنت عقلك في التفكر في الكون وعظمة الخالق ؟ام في الاضرار بالبشرية ؟
هل تتحكم في غضبك وتجعل لحظات الصمت تفكر بعقلك قبل أن ترد لمنيحاول أن يستفزك؟

ام يعميك الغضب وتندفع وتجعل من لسانك سوط تجلد به من أمامك وترتكب الحماقات ؟؟
وتركب نفسك الكثير من السيئات ..هل حاولت مرة أن تتوقف عن الكلام عندما تجد ان الصمت أبلغ رداً للسفهاء..!
وان كلمة السفيه فرجت عنه وإن صمتك يجعله كمداً يموت ..

وتركت ُ أمرك كله لله إيماناً بأن الحقوق أبداً لن تموت ،،
فإن الله في محكم آياته يُهدئ نفسك من ألامها لمن ظلمك ويقول لك انه لن يضيع أجر من أحسن عملا ولن يضيع مثقال ذرة مذنب كان ام محقاً فكل شيئ مجموع في لوح ٍ محفوظ ،، وقال الله تعالى :" وَلَا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ " المؤمنون:62
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه) الزلزلة:7/8

يا عباد الله أتقوا يوما تقفوا فيه بين يدى الله وفي جعبتكم الكثير من الحقوق يأخذها منكم من ظلمتموه يوماً ويقتصون منكم أمام الخالق فيمشهد تهتز له الابدان ويأخذون من حسناتكم ،

قال الله تعالى :" فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " يس:54

فتقوا الله ولا تقترفوا ذنباً تجاه أخ لكم عبدا من عباد الله ليس فعلاً فقط ولو بكلمة قد تذنب في حقه ويستحق منك حسنة من حسناتك ،،

جربوا ان تستخدموا عقولكم في التفكر قبل الرد وليس الصمت حجة
الضعيف كما يظن البعض وانما حجة القوى وهو إمساك نفسك عندالغضب كما قال رسولنا الطاهر الذكى محمد صلى الله عليه وسلم

" ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "رواه البخاري ومسلم

والصرعة اى القوى.. فالقوة تمالك النفس عن حماقة الغضب
فلا تغضب واتخذ الصمت منجي لك من هلاك الذنب في حق العباد ..وتأكد أن الله معك وأن الله لغالب ،،

فتقبل كلماته القاسية عليك بإبتسامة تعى كل ما يدور من حولك وتجعل من امامك يحترق حقداً منك
فعن تجربة شخصية لى ،، ما صمتُ قط عن اساءه أحداً في حقى ودعوة الله دعوة مستجير به من ظلم عبداً من عباده ظن اننى مستضعف لديه
الا كان الله معى وناصري وان لم يكن نصرا قريباً فهو اتي لا محاله ،،

اشكروا الله عز وجل على نعمه الكثيرة لنا وخاصة نعمة العقل ،،

واستخدموا عقولكم للرقى بأنفسكم ورفعة روحكم الطاهرة ،

استخدموا عقولكم للتفكر،،لاتجعلوا عقولكم تصدأ فهى كأى شيئ يمكن ان يبلى ،،

استخدموا عقولكم في الخير ،، واتركوا الشر لأهله ،،

استخدموا عقولكم في نفع الغير واجعل منها صدقة جارية على روحكميوم تلقون ربكم ،،

تظل نفعكم للبشرية حسنات تحصدونها حتى بعد ان تواروا الثرى ..

قال الله تعالى
" مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ " فصلت :46

أستخدموا عقولكم وتأكدوا بان ليس شيئاً دائماً لأحد وأسألوا من سبقوقكم لقبورهم ماذا أخذتم معكم ؟؟ فهل من مجيب !!

قال الله تعالى :

" وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً " الإسراء37
ايها المختال بنفسك تذكر ان لك يوماً يقذفون بالتراب على وجهك ولن تحصدالا اعمالك فقط قال الله تعالى

" أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍوَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ "

فَمَا قال الله تعالى :كَانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" التوبة:70

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"بينما رجل يتبختريمشى في برديه قد أعجبته نفسه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيهاإلى يوم القيامة". متفق عليه

ولقد سبق أن أعجب قارون بماله وخزائنه فخرج على قومه في زينته..

فخسف الله به وبداره الأرض والعبرة لمن يتذكر أو يخشى.
وعنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر".رواه مسلم

وقال الله تعالى :
"أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" الروم :9
ووصف الله عباد الرحمن بصفات حميدة منها السكينة والحلم والوقار في العيش على هذه الأرض. وقال تعالى :

«وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً» الفرقان 63

لا مستكبرين ولا متعالين بل متواضعين،

يمشون مشية سهلة هينة ليس فيها تكلف ولا تصنع.

استخدموا عقلولكم وتذكروا بأن الكلمة الطيبة صدقة ، والكلمة الخبيثة ما هى الى الا منجم من احاقد تلتف حولكم وتصبحون مكروهون بين الناس
وتذكروا بأن شهادة الناس لكم تساعد في دخولكم الجنه وكل كلمة تقال لكم او عليكم فقد وجبت وجبت كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم وهو يمشى في جنازة احد الصحابة فمن قال كلمة سيئة عليه قال وجبت ومن قال كلمة حسنة عليه قال وجبت فعندما سأل قال ان كل كلمة تقال عن العبد تحسب له او عليه ..

استخدموا عقولكم ولا تغتابوا أحدا قط بكلمة من خلفه كطعنة في ظهره ،

إنها دليل على الخسة والجبن، لأنها طعن من الخلف،،

ولا بحق ولا بباطل فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل:أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " رواه مسلم
وقد قال الله جلا وعلا عن الغيبة :
(ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) الحجرات:12.
والإنسان يأنف أن يأكل لحم أي إنسان، فكيف إذا كان لحم أخيه؟
وكيف إذا كان ميتا؟‍
استخدموا عقولكم ولا تجعلوا من السنتكم سبباً لكى تكبوا في نار جنهم حصائد السنتكم ،،

أجعلوا للصمت والحلم مكاناً فسيحاً في صدوركم ،،

لعل الخير كله مكمنه حفظ لسانك وصمتك ما هو الا لتقاء الله عز وجل وتفويض امرك كله لله ..

الا يكفيك ان الله يرد عنك !! وتذكر قول الله تعالى

"وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْالْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" يونس :54

استخدموا عقولكم وأنفقوا مما رزقكم الله ولا تقنتوا من رحمة الله فلا يقنط من رحمة الله الا القوم الكافرون ،،

قال تعالى :

"لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً" الطلاق :7

استخدموا عقولكم فلا من بلاء حل بكم الا لنفع لا تدركونه بعقولكم وانما لنفع قد يأتى لاحقاً فلا تنظروا لنصف الكأس الفارغ ولا تتشائموا فانظروا الى النصف المملوء بالخير ولعل الخير مكنوناً في النصف الفارغ ولا يعلم الغيب الا الله ،،

اتركوا اموركم يدبرها لكم الحى الذى لا يموت ذو الملك والملكوت،عالم الغيب والشهادة لا يخفى عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ،،

لا تنظروا للحاقدين عليكم فسيرد الله كيدهم في نحرهم ، ولا تحزنوا فالعين لا تحسد الا افضل منها والشجرة المثمرة هى التى تقذف بالحجارة ،،

فقـــط أستخدموا عقولكم ، فالعقل هو الشيئ الوحيد الذى يستطيع أنينجيكم من المهالك وتدبروا ما حولكم واستمعوا اكثر مما تتكلموا ،،
وتذكروا قول الله تعالى :

" إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " يونس :44

" يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ " النحل:111

" وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً " الكهف:49
" وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ " الأنبياء: 47

فقط رددوا معى ،،

يـــا مقــلب القـــلوب ثـبـت قـلبي على دينك ...

وعلينا فقط أن نقول خيراً او لنصمت حزموا السنتكم قبل ان تحزم بلجام من ناااار .

وأخيــــــــــرا.....

أعملوا ... وأعملوا ... وأعملوا ...

لن تاخذوا معكم سوى عملكم وسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين

أخــوانى وأخــواتى .. أتقوا الله .. اتقوا الله ... اتقوا الله

اللهم إنا نسألك الجنَّة وما يقرِّب إليها من قولٍ وعمل،
ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول وعمل،
ونسألُك الهدى والتُّقى والعفاف والغِنَى، ومن العمل ما ترضى،
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد