| 0 التعليقات ]

لن تصل الأمة إلى القدس إلا من خلال طريق واحد
للشيخ محمد حسان





الصراع بين الحق والباطل قديم بقدم الحياة على ظهر هذه الأرض ، ولا زال هذا الإسلام العظيم منذ أن بزغ فجره إلى يومنا هذا مستهدفاً من قبل أعداءه الذين لا يتفقون على شئ قدر اتفاقهم على الكيد للإسلام واستئصال شأفة المسلمين ولا زال التحدي قائماً ، بل وأعلن الأعداء بوضوح عن مؤامرتهم الحقيرة الرهيبة .



فقبل عشرات السنين وقف رئيس وزراء إسرائيل ( ابن غريون ) في هيئة الأمم بعد أن اعترف العالم كله بالمرض الخبيث الذى ظهر والذى يسمى بدولة إسرائيل التي أعلن قيامها فوق الأرض المباركة فوق مسرى الحبيب محمد ، أعلن رئيس الوزراء للعالم كله عقيدة اليهود فى فلسطين ، قائلاً فى اللحظات الأولى لميلاد دولة إسرائيل :قد لا يكون لنا فى فلسطين حق من منطلق سياسي أو قانوني ولكن لنا في فلسطين الحق من منطلق وأساس ديني ،فهي أرض الميعاد الذي وعدنا الله وأعطانا الله إياها إنه يجب علي كل يهودي أن يهاجر إلى أرض فلسطين ،وأنه على كل يهودي لا يهاجر اليوم إلى إسرائيل بعد إقامتها أن يعلم أنه مخالف للتوراة وأنه يكفر كل يوم بالدين اليهودي، فلا معنى لفلسطين بدون القدس ، ولا معنى للقدس بدون الهيكل، ولا معنى لقيام دولة إسرائيل بدون فلسطين .



هكذا بدأ الشيخ محمد حسان أمس الحلقة الخاصة التى تحدث فيها عن القدس الجريح عبر قناة الرحمة الفضائية ، مؤكداً أن عقيدة اليهود ثابتة لا تتغير بتغير رؤساء الوزراء فما قاله غريون منذ البداية هو ما أصله رئيس وزراء إسرائيل الحالي يوم أن نجح في الانتخابات الأخيرة قال : لقد صَوَّت اليهود أخيراً للتوراة ، لا مجال للحديث فى أى مفاوضات عن تقسيم القدس ، فإن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل.



وأكد الشيخ أن صراع بيننا وبين اليهود ليس صراع أرض وحدود ولكنه صراع عقيدة ووجود ، فاليهود لم يتنازلوا عن ( اريحا ) إلا لأنهم يقرأون في التوراة المحرفة المبدلة جملة تقول (ملعون من سكنها) فما تنازلوا عنها إلا من أجل عقيدة يعتنقونها ويعتقدونها أما القدس فلا ،مهما طالت المفاوضات ومهما جلسوا على موائد المفاوضات فلن يتخلى اليهود عن القدس أبداً ولا مانع عند اليهود أن يبذلوا من أجلها الدماء والأموال قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم }.



وأضاف الشيخ : إن للقدس طريقا واحدا لن تصل الأمة إلى القدس إلا من خلاله ولو عاشت الأمة آلاف السنين ،هذا الطريق وضح الله جل وعلا معالمه فى القرآن العظيم وبين النبي المصطفى حدوده ، لو ظلت الأمة بعيدة عن هذا الدرب وعن هذا الطريق فلم تستطع ولن تستطيع أبداً أن تصل إلى القدس الشريف ،يبدأ الطريق بمعرفة الله جل وعلا معرفة صحيحة ، فمن المستحيل أن يحرر الأقصى جيل لم يعرف الله ، كيف يحرر الأقصى جيل تحدى الله وحادَّ شرع الله وانحرف بعيداً عن منهج الله.



عمر بن الخطاب فتح بيت المقدس وهو يقرأ قرآن ربه جل وعلا أما اليوم فإن الأمة قد ابتعدت عن قرآن الله ، الفاروق عمر فتح القدس واستلم المفاتيح لأنه جاء وقد أحنى رأسه ذلاَّ لله وتواضعا لله ،لن يحرر الأقصى إلا رجل العقيدة الذى استقر فى قلبه مفهوم البراء من الشرك والمشركين وراح يحول قلبه ومنهج حياته قول الله جل وعلا : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }.



واشار الشيخ حسان إلى أن اليهود ما تلاعبوا بالأمة وضربوها بالنعال إلا يوم أن علموا أنها مبعثرة وأن الأمة متشرذمة ، فالأمة قد تمزقت إلى دويلات ، ودق العدو الفاجر مسماراً قذراً يسمى مسمار الحدود بين الدول الاسلامية والعربية ،
فلن يعاد القدس بالخطب والمواعظ والمؤتمرات الكلامية فقط ولا بالمظاهرات الصاخبة أو بحرق العلم الأمريكى أو اليهودى وإنما بعودة الأمة إلى أخلاق دينها من جديد لتحول الأمة هذا الدين فى حياتها إلى واقع وإلى منهج حياة .



ثم بين الشيخ كيف أقام النبي صلى الله عليه وسلم ، دولة الإسلام من فتات متناثر ووسط جاهلية ووسط الصحراء التى تموج بالكفر موجاً ، وذلك من خلال طبع آلاف النسخ من المنهج التربوي الإسلامي على القلوب بمداد من نور ولم يطبعها بالحبر ، ومن ثم على الأمة بكل أفرادها أن تعود من جديد إلى أخلاق هذا الدين ، ولا كرامة ولا عز لهذه الأمة إلا إذا رفعت من جديد راية الجهاد في سبيل الله .



وقدم الشيخ محمد حسان بعد ذلك خلال الحلقة سبل الوقوف أمام اليهود والانتصار عليهم والتى بدأها بضرورة الرجوع الى المنهج الإسلامى وأخلاق الدين ثم بعد ذلك لابد من صدق الملجأ إلى الله ، مذكراً بأهمية الدعاء وعدم الاستهانة به وصدق اللجوء إلى رب الأرض والسماء، خاصة ونحن ساجدين علينا أن ندعو الله فى كل سجدة أن يحرر الأقصى وأن يفرج الكرب عن الأمة قائلاً :



الدعاء سهام الليل وأعظم جند ، وان صدقت الأمة فى اللجوء إلى الله وقامت فى جوف الليل ولجأت إلى من بيده الأمر كله ، وإلى من بيده الكون كله لرأينا العجب العجاب فعلينا أن نصدق فى الدعاء ونقوم فى جوف الليل ونتضرع إلى رب الأرض والسماء ، يقول الله عز وجل :{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} .



وهنا طرح الشيخ سؤالاً قد يردده البعض منا كثيراً وهو : منذ متى ونحن ندعوا الله ولم يستجب الله دعاءنا؟ ، وكان الجواب هو ان نعود إلى المنهج الأخلاقى الذى ذكره سابقاً ونعود الى ديننا .



وقال الشيخ حسان : لقد مر المسلمون بأزمات أحلك من هذه الأزمة وانتصروا بموعود الله وموعود رسول الله ، فيجب ان لا نيأس ولا نقنط فإن الأعداء يريدون لنا اليأس من إمكانية تغيير هذا الواقع الذى نحياه الآن حتى نظل سلبيين مستسلمين لهذا الواقع المر الأليم ، لأن الإسلام سيبقى شامخاً بإذن الله ولن تستطيع قوة على ظهر الأرض أن تطفئ نور الله جل وعلا لابد أن ننطلق بهذا اليقين وبهذه الثقة فى نصرة رب العالمين الاسلام كدين ومنهج لا تستطيع قوة أن تستأصل شأفته من على ظهر الأرض لأنه الدين الخاتم وقد وعد الله بالتمكين له وبنصرته قال جل وعلا : {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.

المصدر : موقع محيط

درس : مكانة المسجد الأقصى

لـفضيلة الشيخ : محمد حسان

لمشهدة الدرس :  هنا

اتحميل الدرس  :  هنا

عدد التعليقات على:" لن تصل الأمة إلى القدس إلا من خلال طريق واحد" : "0"

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة