| 2 التعليقات ]

الرجولة في الإسلام دلالة على كمال الإيمان والتضحية
للشيخ فرحات المنجي


الرجولة كلمة لها مدلولات ينبغي أن يعيشها ويتدبرها كل شاب، مثل الصدق والشهامة المروءة والشجاعة، وقد استخدم القرآن الكريم كلمة الرجولة للدلالة على كمال الإيمان والتضحية.

بهذه الكلمات بدأ الشيخ فرحات المنجي أحد أبرز علماء الأزهر الشريف حلقته من برنامج "الدين الحياة" الذي يذاع على فضائية "الحياة"، والذي تناول خلاله المعني الصحيح للرجولة، مشيرا إلى أن الرجل الذي يتصف بهذا المعني هو الذي صدق إيمانه وضحى في سبيل هذا الإيمان.

وقال "ليس هناك من يرضى بأن يصفه أحد بعدم الرجولة، وليس هناك من لا يعتز بأن يصفه الناس بالرجولة، وليس هناك أبوان لا يتمنيان أن يوصف ابنهما بالرجولة، وليس هناك فتاة لا تتمنى أن يكون فتى أحلامها رجلاً ".

وجاء في القرآن الكريم أن الرجولة في الإيمان والتضحية مثل في قوله تعالي : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً).

ويقول الله تعالى:(في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَاِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ).

وأوضح الشيخ المنجي أن كل نص جاء في القرآن وراءه صفات حميدة، مثل الصدق والشهامة والمروءة والشجاعة، وهذه هي صفات الرجولة، وليس الرجولة كما يعتقد بعض الأشخاص أن يتزوجوا من أربعة سيدات.

الزوجة الصالحة حسنة

وأشار إلى أن الحسنة في الدنيا للرجل هي الزوجة الصالحة وليست الرجولة بتعدد الزيجات، ومع ذلك فبعض الرجال يرفضون هذه الزوجة الصالحة، ويتجهون إلى الزيجات الأربع.

لكن الشيخ المنجي حلل للرجل الزواج على زوجته بشرط أن تكون زوجته بها علة، فمثلا أن يكون عندها مرض خبيث، أو رائحة كريهة، أو لا تستطيع أن تتحمل معاشرته جنسيا، معتبرا انه في حال وجود هذه الأسباب وجب على الرجل أن يتزوج ولكن بالاتفاق مع زوجته قبل أن يتزوج من أخرى.

ورأي أن زواج الرجل من أربع سيدات حسب الشرع أمرا محللا لكن يجب أن يعدل هذا الرجل بين زوجاته، لان العدل هو ميزان الله في الأرض، إنما إذا لم يعدل فقد ارتكب ذنبا كبيرا.

وانتقد الشيخ المنجي الأوضاع التي تحدث حاليا في الشوارع من معاكسات للفتيات ومحاولة التحرش بهن سواء بالقول أو بالفعل، مشيرا إلى أن العصر اختلف تماما ولم يعد هناك رجولة أو شهامة في الشارع.

وقال :"كان فيه زمان شهامة كان صعب المعاكسة في الشوارع لأنهم كانوا يعتبرون البنات أخواتهم أو أمهاتهم، كان فيه الفتوة الذي يستقوي على الضعفاء لكن كان فيه أيضا الناس الصالحين الذين يدافعون على الفقراء، لكن الآن الإنسان أصبح سلبيا ولا يستطيع أن يعمل أي شيء ويقول (أنا مالي)".

الشجاعة والشهامة

وأوضح أن معني الرجولة هي المروءة والشهامة، فالمروءة هي أن يترك الشخص كل ما يشين أو يدنس، ولا يقدم على عمل الناس تنتقده وتكون صفحته بيضاء أمام الجميع.

أما الشهامة فهو النظر إلى أعالي الأمور التي تؤدي إلى الذكر الجميل للشخص، وأن يقدم على عمل لم يعمله أحدا من قبله وأن يكون مفيد للجميع، ومثل هذه الأمور ستعود عليه بالثواب الكبير.

وأشار الشيخ المنجي إلى أن الشجاعة هي أحد مضامين الرجولة، وهي بذل النفس للدفاع عن الحمي والعرض والدين والجار، والشخص فى هذه المواقف لا يبالي بالموت لأن الحياة عنده على الباطل لا تساوي شيئا والموت أفضل له في هذه الحالة.

وأضاف أن هذا الصنف من الرجال كان موجود في العصور الماضية، فعندما يحدث حريق أو مكروه لبيت شخص ما، تجد الناس كلها تجري لنجدته ومساعدته حتى يزول المكروه وتقدم له العون، إنما هذه الأيام لا نجد مثل هذه الأمور، وكل شخص يتجاهل مكروه جاره ولا يذهب لمساعدته ويقول "أنا مالي".

وعن تطور الرجولة والشجاعة بالزمن، قال الشيخ المنجي أن هناك مبادئ للشجاعة لا تتغير منذ عهد الرسول والعرب، والشخص يكتسبها من أهله، إنما الذي يتغير كثرة الأشياء والقوانين التي تأتي من الخارج".

وأضاف "نحن نسينا القرآن والسنة التي أمرتنا بفضائل الأخلاق، وليس هناك تطور في الرجولة، إنما التطور يكون في الفكر فقط، خاصة أن هناك أساسيات في الدين لا يمكن تطورها مثل الصلاة".



عدد التعليقات على:" الرجولة في الإسلام دلالة على كمال الإيمان والتضحية" : "2"

احمد ابراهيم يقول... @ مايو 02, 2010 3:18 م

افدتنا والله ولكن
نفسى اعرف هل غض البصر رجولة

Unknown يقول... @ مايو 02, 2010 10:18 م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أخي احمد ابراهيم
غض البصر من الرجولة
قال تعالى { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } النور 30 ،
وهذا أمر صريح بوجوب غض البصر للنساء والرجال، وقد ذكر ابن القيم على هذه الآية كلاماً طيباً فيه فوائد مهمة فقال مانصه: فلما كان غض البصر أصلاً لحفظ الفرج بدأ بذكره، ولما كان بتحريمه تحريم الوسائل فيباح للمصلحة الراجحة ويحرم إذا ضيق منه الفساد ولم يعارضه مصحلة أرجح من تلك المفسدة

و قال رسول صلى الله الله عليه وسلم: ( اياكم والجلوس في الطرقات فقالوا: يارسول الله مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها؟؟؟ فقال: إذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا: ماحق الطريق يارسول الله؟ قال : غض البصر..) رواه البخاري وأحمد وأبو داوود

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة