| 0 التعليقات ]

heart_secrets بقلم: عبد الدائم الكحيل

 

قال الله تعالى:

((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ  قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ))

وقال تعالى:

((يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ))

* لماذا هذا البحث؟

- ذُكر القلب في القرآن أكثر من مئة مرة، وهذا يشير إلى أهمية هذا العضو الذي سخره الله لنا.
- إن سلامتك تقاس بمدى سلامة قلبك.
- إن توقف قلبك عن العمل يعني نهاية حياتك.
- إن صلاح القلب يعني صلاح الجسد كله، وفساد القلب يعني فساد الجسد كله، أي أن القلب يحدد مصير صاحبه!
- لذلك يا أحبتي! هذا البحث ليس مجرد معلومات للاطلاع، بل يهمّ كل واحد منا في حياته وآخرته.

* باعتماد أكثر من 70 مرجعاً علمياً في إعداد هذا البحث:

 يقدم هذا البحث العلمي رؤية جديدة للقلب البشري، فعلى مدى سنوات طويلة درس العلماء القلب من الناحية الفيزيولوجية واعتبروه مجرد مضخة للدم لا أكثر ولا أقل. ولكن ومع بداية القرن الحادي والعشرين ومع تطور عمليات زراعة القلب والقلب الاصطناعي وتزايد هذه العمليات بشكل كبير، بدأ بعض الباحثين بملاحظة ظاهرة غريبة ومحيرة لم يجدوا لها تفسيراً إلا أن نغيّر نظرتنا إلى القلب طبياً!

* النقاط المهمة والجديدة في هذا البحث:

- للقلب دور مهم في الحالة النفسية للإنسان!
- يُخلق القلب قبل الدماغ في الجنين، ويبدأ بالنبض منذ تشكله وحتى الموت..
- القلب يتذكر ويشعر ويرسل تعليمات لكل أعضاء الجسد
- عشرات الأبحاث تؤكد أن القلب يسيطر على كل الجسد، وليس الدماغ!
- مفاجأة: القلب يفكّر ويعقل!

* آلية عمل القلب:

يزود القلب عبر الدم جميع خلايا الجسم بالأكسجين، فالخلايا تأخذ الأكسجين لتحرقه في صنع غذائها، وتطرح غاز الكربون والنفايات السامة التي يأخذها الدم ويضخها عبر القلب لتقوم الرئتين بتنقية هذا الدم وطرح غاز الكربون. طبعاً تأخذ الرئتين الأكسجين الذي نتنفسه وتطرح غاز الكربون من خلال عملية التنفس (الشهيق والزفير)، إن شبكة نقل الدم عبر جسمك أي الشرايين والأوعية لو وصلت مع بعضها لبلغ طولها أكثر من مئة ألف كيلو متر!

* العلاقة بين القلب والدماغ:

منذ ثلاثين عاماً بدأ الباحثون بملاحظة علاقة بين القلب والدماغ ولاحظوا أيضاً أن للقلب دوراً في فهم العالم من حولنا، وبدأت القصة عندما لاحظوا علاقة قوية بين ما يفهمه ويشعر به الإنسان، وبين معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس في الرئتين. ومن هنا بدأوا يلاحظون أن القلب يؤثر على الدماغ.

* النظام العصبي للقلب:

بدأ العلماء يستكشفون أسرار النظام العصبي للقلب مؤخراً.
يقول الدكتور Armour إن للقلب نظاماً خاصاً به في معالجة المعلومات القادمة إليه من مختلف أنحاء الجسم، ولذلك فإن نجاح زرع القلب يعتمد على النظام العصبي للقلب المزروع وقدرته على التأقلم مع المريض.

* الذاكرة.. ليست فقط في الدماغ !

البروفسور  Gary Schwartz اختصاصي الطب النفسي في جامعة أريزونا، والدكتورة Linda Russek يعتقدان أن للقلب طاقة خاصة بواسطتها يتم تخزين المعلومات ومعالجتها أيضاً. وبالتالي فإن الذاكرة ليست فقط في الدماغ بل قد يكون القلب محركاً لها ومشرفاً عليها. وقد قام الدكتور Gary ببحث ضم أكثر من 300 حالة زراعة قلب، ووجد بأن جميعها قد حدثت لها تغيرات نفسية جذرية بعد العملية.

* القلب.. وعاطفة الأم

يقول الدكتور Schwartz قمنا بزرع قلب لطفل من طفل آخر أمه طبيبة وقد توفي وقررت أمه التبرع بقلبه، ثم قامت بمراقبة حالة الزرع جيداً، وتقول هذه الأم: “إنني أحس دائماً بأن ولدي ما زال على قيد الحياة، فعندما أقترب من هذا الطفل (الذي يحمل قلب ولدها) أحس بدقات قلبه وعندما عانقني أحسست بأنه طفلي تماماً، إن قلب هذا الطفل يحوي معظم طفلي”!

* القلب.. والمشاعر

القلب الصناعي يُفقد صاحبه الإحساس بالحب والعاطفة!!
هناك أمر مثير للاهتمام ألا وهو أن أولئك المرضى الذين استبدلت قلوبهم بقلوب اصطناعية، فقدوا الإحساس والعواطف والقدرة على الحب!
وهناك الكثير من العمليات قد أُجريت وتمت زراعة القلب الاصطناعي، يقول المرضى بعد العملية مباشرة: “إن مشاعرهم تغيرت بالكامل، فلم يعودوا يعرفون كيف يحبون أو يعبرون عن عاطفتهم وحتى مشاعرهم تغيرت تجاه أفراد أسرهم”.

* العلماء يعترفون .. أنهم لم يدرسوا القلب دراسة علمية كافية

حتى هذه اللحظة لم يستطع الأطباء تفسير هذه الظاهرة، لماذا حدث هذا التحول النفسي الكبير، وما علاقة القلب بنفس الإنسان ومشاعره وتفكيره؟ يقول البرفسور Arthur Caplan رئيس قسم الأخلاق الطبية في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية: “إن العلماء لم يعطوا اهتماماً لهذه الظاهرة، بل إننا لم ندرس علاقة العاطفة والنفس بأعضاء الجسم، بل نتعامل مع الجسم وكأنه مجرد آلة”.

* دماغ في القلب

إن معدل نبضات القلب يتغير تبعاً للحالة النفسية والعاطفية للإنسان، ويؤكد الدكتور J. Andrew Armour أن هناك دماغاً شديد التعقيد موجود داخل كل خلية من خلايا القلب، ففي القلب أكثر من أربعين ألف خلية عصبية تعمل بدقة فائقة على تنظيم معدل ضربات القلب وإفراز الهرمونات وتخزين المعلومات ثم يتم إرسال المعلومات إلى الدماغ، هذه المعلومات تلعب دوراً مهماً في الفهم والإدراك.

* القلب… يوجّه خلايا الدماغ

يؤكد بعض الباحثين أن المعلومات تتدفق من القلب إلى ساق الدماغ ثم تدخل إلى الدماغ عبر ممرات خاصة، وتقوم بتوجيه خلايا الدماغ لتتمكن من الفهم والاستيعاب. ولذلك فإن بعض العلماء اليوم يقومون بإنشاء مراكز تهتم بدراسة العلاقة بين القلب والدماغ وعلاقة القلب بالعمليات النفسية والإدراكية، بعدما أدركوا الدور الكبير للقلب في التفكير والإبداع.

* شفرة القلب

يقول الدكتور Paul Pearsall بعد تجارب ومشاهدات استمرت سنوات طويلة: ”إن القلب يحسّ ويشعر ويتذكر ويرسل ذبذبات تمكّنه من التفاهم مع القلوب الأخرى، ويساعد على تنظيم المناعة، ويحتوي على معلومات يرسلها إلى كل أنحاء الجسم مع كل نبضة من نبضاته“.
ويتساءل بعض الباحثين: هل من الممكن أن تسكن الذاكرة عميقاً في قلوبنا؟ ويقول Paul  في كتابه شفرة القلب: ”إنك عندما تفاجأ بشيء أو تفرح أو تحزن فإنك تضع يدك على صدرك دون أن تشعر“.

* القلب… يبث المعلومات للدماغ

إن القلب بإيقاعه المنتظم يتحكم بإيقاع الجسد كاملاً فهو وسيلة الربط بين كل خلية من خلايا الجسم من خلال عمله كمضخة للدم، حيث تعبر كل خلية دم هذا القلب وتحمل  المعلومات منه وتذهب بها إلى بقية خلايا الجسم، إذاً القلب لا يغذي الجسد بالدم النقي فحسب، إنما يغذيه أيضاً بالمعلومات مع كل نبضة، وهذا ما يؤكده بعض الباحثين اليوم!

* المجال الكهربائي للقلب

من الأبحاث الغريبة التي أجريت في معهد “رياضيات القلب” أنهم وجدوا أن المجال الكهربائي للقلب قوي جداً ويؤثر على من حولنا من الناس، أي أن الإنسان يمكن أن يتصل مع غيره من خلال قلبه فقط دون أن يتكلم!!! كما وجدوا أن دقات القلب تؤثر على الموجات التي يبثها الدماغ (موجات ألفا)، فكلما زاد عدد دقات القلب زادت الترددات التي يبثها الدماغ.

* القلب.. يؤثر على قلوب الآخرين

أجرى معهد رياضيات القلب العديد من التجارب أثبت من خلالها أن القلب يبث ترددات كهرطيسية تؤثر على الدماغ وتوجهه في عمله، وأنه من الممكن أن يؤثر القلب على عملية الإدراك والفهم لدى الإنسان. كما وجدوا أن القلب يبث مجالاً كهربائياً هو الأقوى بين أعضاء الجسم، لذلك فهو من المحتمل أن يسيطر على عمل الجسم بالكامل.

* القلب.. والإدراك

يتغير أداء القلب أثناء تلقي المعلومات، وهذا يؤكد دور القلب في الإدراك وأن القلب السليم يساعد صاحبه على الفهم أكثر!!
أثبت الباحثان Rollin McCraty و Mike Atkinson أن هنالك علاقة بين القلب وعملية الإدراك، وذلك من خلال قياس النشاط الكهرطيسي للقلب والدماغ أثناء عملية الفهم أي عندما يحاول الإنسان فهم ظاهرة ما، وجدوا أن عملية الإدراك تتناسب مع أداء القلب، وكلما كان أداء القلب أقل كان الإدراك أقل.

* القلب.. يؤثر على أدمغة الآخرين

إن النتائج التي قدمها معهد رياضيات القلب مبهرة وتؤكد أنك عندما تقترب من إنسان آخر أو تلمسه أو تتحدث معه، فإن التغيرات الحاصلة في نظام دقات قلبك تنعكس على نشاطه الدماغي!! أي أن قلبك يؤثر على دماغ من هو أمامك.
- المجال الكهربائي للقلب أقوى 50-100 مرة من الدماغ.
- المجال المغنطيسي للقلب أقوى بخمسة آلاف مرة من الدماغ.
- يؤكد الباحثون أن القلب يتأثر ببعض الكلمات ذات المعنى المريح، ويتغير معدل النبض ويتغير المجال الكهرطيسي للقلب ويؤثر على الناس القريبين منه.

* قصة جديدة.. تثبت أن القلب هو مركز الإيمان !!

تزوجت امرأة من شاب وبعد سنوات من زواجه وبسبب إلحاده أراد أن يتخلص من حياته فانتحر بمسدس في رأسه فمات. ولكن قلبه بقي يعمل فقام الأطباء باستئصاله وتمت زراعته لمريض مؤمن يحب فعل الخير، هذا وجاءت المصادفة ليلتقي بأرملة الشاب المنتحر وتزوجها، ولكنه انقلب من الإيمان إلى الإلحاد فجأة، والعجيب أنه بعد سنوات انتحر بالطريقة ذاتها التي انتحر بها الشاب صاحب القلب الأصلي!! التفسير بسيط جداً، وهو أن مركز التفكير والإدراك في القلب وليس في الدماغ. ولو كان القلب مجرد مضخة، لم يحدث مع هذا الرجل ما حدث، فقد أحبَّ المرأة ذاتها، وانتحر بالطريقة ذاتها!

السبق القرآني.. في علم القلب

* هل سبق القرآن علماء الغرب ؟!

حدثنا القرآن الكريم عن حقائق في علم القلب لم يكتشفها العلماء إلا في القرن الحادي والعشرين، والأبحاث الجارية اليوم تكشف لنا المزيد والمزيد بما يثبت إعجاز هذا الكتاب العظيم، وتردّ على أولئك المشككين الذين يدّعون أن القرآن من تعليم البشر.

* القرآن يؤكد أن.. القلب وسيلة الفقه

1- القلب هو وسيلة التفكير.
2- العين هي وسيلة الإبصار.
3- الأذن هي وسيلة السمع.
قال الله تعالى: ((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ))

* القرآن يشير إلى.. دور القلب في عمليات الإدراك

يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خلية عصبية، أي أن ما نسميه “العقل” موجود في مركز القلب، وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه، ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به، يقول تعالى: ((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ))

* القلب… بين القسوة واللين

هل يمكن أن نسبق علماء الغرب إلى اكتشاف صفات القلب من القرآن؟؟!
معظم الذين يزرعون قلباً صناعياً يشعرون بأن قلبهم الجديد قد تحجَّر ويحسون بقسوة غريبة في صدورهم، وفقدوا الإيمان والمشاعر والحب، وهذا ما أشار إليه القرآن في خطاب  الله تعالى لليهود: ((ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً)). فقد حدّد لنا القرآن صفتين من صفات القلب وهما القسوة واللين، وهذا ما لم يكتشفه العلماء بعد! يقول تعالى عن الكافرين: ((فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)). ثم يقول تبارك وتعالى في المقابل عن المؤمنين: ((ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)).

* القرآن يشير إلى.. ذاكرة القلب

يؤكد العلماء أن كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحداث، ولذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب، ولذلك فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا، يقول تعالى: ((وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ))

* القلب.. والتعلّم

يتحدث الباحثون عن دور القلب في التعلّم، وهذا يعتبر من أحدث الأبحاث التي نشرت مؤخراً، ولذلك فإن للقلب دوراً مهماً في العلم والتعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها، ولذلك فإن القرآن ربط بين القلب والعلم، قال تعالى: ((وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)).

* القلب… والكذب

القرآن يحدد منطقة الكذب ومنطقة الصدق
تؤكد التجارب الطبية أن مركز الكذب هو في منطقة الناصية في أعلى ومقدمة الدماغ، وأن هذه المنطقة تنشط بشكل كبير أثناء الكذب، أما المعلومات التي يختزنها القلب فهي معلومات حقيقية صادقة، وهكذا فإن الإنسان عندما يكذب بلسانه، فإنه يقول عكس ما يختزنه قلبه من معلومات، ولذلك قال تعالى: ((يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ)). فاللسان هنا يتحرك بأمر من الناصية في الدماغ، ولذلك وصف الله هذه الناصية بأنها: ((نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ)).

* القلب… والإيمان

قصص كثيرة تؤكد أن صاحب القلب الصناعي غالباً ما يفقد إيمانه بالله بعد عملية الزرع مباشرة، وهذا يعطي مؤشراً على أن الإيمان يكون بالقلب وليس بالدماغ، وهكذا يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في الإيمان والعقيدة، ولذلك أشار القرآن إلى دور القلب في الإيمان، يقول تعالى: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ)). ويقول مؤكداً على أهمية القلب في الهداية: ((وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)).

* القلب.. والخوف

بينت أبحاث القلب الصناعي أن للقلب دوراً أساسياً في الخوف والرعب، وعندما سألوا صاحب القلب الصناعي عن مشاعره قال بأنه فقد القدرة على الخوف، لم يعد يخاف أو يتأثر أو يهتم بشيء من أمور المستقبل. وهذا ما سبق به القرآن عندما أكد على أن القلوب تخاف وتوجل: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)). وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب، فقال: ((وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ)).

* الإعجاز النبوي

سبق النبي عليه الصلاة والسلام علماء الغرب إلى الحديث عن دور القلب وأهميته في إصلاح النفس، بل إنه جعل للقلب دوراً مركزياً، فإذا صلح هذا القلب فإن جميع أجهزة الجسد ستصلح، وإذا فسد فسوف تفسد جميع أنظمة الجسم، وهذا ما نراه اليوم وبخاصة في عمليات القلب الصناعي، حيث نرى بأن جميع أنظمة الجسم تضطرب، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: “ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب”.

* ذاكرة الصدر

لوحظ أن التغيرات أكبر ما يمكن عندما يتم استبدال القلب أو الرئة، ونحن نعلم أن صدر الإنسان يحوي بشكل أساسي القلب والرئتين، وهنا يمكن أن نخلص إلى نتيجة وهي أن محتوى الصدر مسؤول عن الذاكرة. ولذلك قال تعالى: ((وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)).

* القرآن يشير إلى .. دور الصدر في تخزين المعلومات

هناك حالات غريبة أيضاً، فبعد إجراء زراعة للرئة تبين أن هناك تغيرات عميقة في شخصية المريض تحدث عقب استبدال رئتيه. وقد أشار القرآن إلى دور الصدر في اختزان المعلومات والأسرار، يقول تعالى: ((وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)). وفي عدة أبحاث حديثة (انظر قائمة المراجع) يؤكد الباحثون أن خلايا القلب وخلايا الرئتين أي محتوى الصدر، هذه الخلايا تخزن المعلومات، ولذلك أكّد لنا الله أنه عليم بما يوجد في الصدور.

* استقرار القلب

أثبتت المشاهدة أن: الاستماع إلى القرآن يعالج اضطرابات نظم القلب، ويزيل التوتر النفسي.
يؤكد العلماء على أن السبب الأول للوفاة هو اضطراب نظم عمل القلب، وأن أفضل طريقة للعلاج هو العمل على استقرار هذه القلوب، وقد ثبُت أن بعض الترددات الصوتية تؤثر في عمل القلب وتساعد على استقراره، وهل هناك أفضل من صوت القرآن؟ ولذلك قال تعالى: ((الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)). إن تلاوة هذه الآية وتكرارها يؤدي إلى استقرار كبير في عمل القلب، والله أعلم.

نتائج البحث :

1- القلب ليس مجرد مضخة للدم، وهو يقوم بتخزين المعلومات و يضخ الأوامر لجميع أجزاء الجسد، بل ويشرف على عمل الدماغ، أي أن القلب يهيمن على الجسد.

2-  للقلب دور أساسي في الإدراك والفهم والفقه، وقد أشار القرآن لذلك في حديثه عن الكفار والملحدين: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا)، وهذا سبق قرآني مهم في الطب.

3- القلب له دور في عملية الخوف والتعلم والحب والكره وكثير من الأحاسيس والمشاعر، وجميع هذه الحقائق أشار إليها القرآن في آياته الكريمة.

4- أطباء الغرب اليوم في معظمهم لم يدركوا بعد هذه الحقائق بسبب صعوبة البحث وعدم وجود تجارب علمية كثيرة، ولذلك نتمنى من علمائنا المسلمين أن يقوموا بمثل هذه التجارب ليثبتوا أهمية القلب في حياتنا وآخرتنا، وربما يتوصلون إلى علاج لكثير من الأمراض المستعصية بالاعتماد على ”إصلاح القلب الفاسد“، والله أعلم.

— سوف يتم إرفاق البحث في المكتبة الرقمية كما وصلني، بحيث أن الملف الأصلي للبحث جميل جدا وبألوان وصور ومراجع إثباتية علمية قاطعة وأكيدة لكل ما ذكر أعلاه.

قوموا بتحميل البحث كامل وبالصور الآن على شكل باوربوينت


على الرابط التالي :

http://www.4shared.com/document/SUHd6NI5/____.html

ملاحظة "حجم الملف صغير ولا يحتاج الى كثير من الوقت للتحميل"

عدد التعليقات على:" أسرار القلب ـ بين العلم والإيمان" : "0"

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة