| 0 التعليقات ]



أولى العلامات الصغرى ليوم القيامة بعثة الرسول الكريم
للشيخ محمد حسان



الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان بالله جل وعلا، ولا يكون إيمان العبد صحيحاً إلا به ، كما جاء في صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب ، حيث سأل جبريل عليه السلام الرسول صلى الله عليه وسلم : ما الإيمان؟
فقال النبى: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن تؤمن بالقدر خيره وشره" .

ولا يمكن أن يستقر الإيمان باليوم الآخر في قلب عبد من عباد الله إلا إذا وقف على حقيقة هذا اليوم وعرف أحواله وكروبه وأهواله، وخلال سلسلة أحداث النهاية التى يستعرضها الشيخ محمد حسان عبر قناة الناس الفضائية يتجول بنا فى رحلة لاى الدار الآخرة وهى سلسلة علمية تجمع بين التأصيل العلمي والأسلوب الوعظي، تبدأ بالموت وتنتهي بالجنة.

فى لقاء جديد وبعد أن حدثنا الشيخ عن الفتن التى هى من العلامات الصغرى ، واصل حديثه عن العلامات الصغرى من خلال تناوله ثلاث نقاط :
 الساعة آتية لاريب فيها ،
 والعلامات الصغرى التى وقعت وانقضت ،
 والعلامات الصغرى التى لم تقع بعد .



وفى حديثه عن النقطة الأولى أكد الشيخ حسان أنه إذا كان البشر يرون الساعة بعيدة فإن خالق البشر يرى الساعة قريبة قال جل وعلا:
 {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا}.

أما عن وقت قيام الساعة فإن هذا من خصائص علم الله جل وعلا لا يعلم وقت قيام الساعة ملك مقرب أو نبي مرسل ، قال سبحانه في سورة الأعراف:
 {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرض لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللـه وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون} ، فلا يعلم وقت قيام الساعة إلا الله.

وأوضح الشيخ بالحديث الشريف التالى أن الله سبحانه وتعالى أخفى وقت قيام الساعة حيث إن جبريل عليه السلام هو أعلى الملائكة ومحمد هو أعلى الخلق منزلة ومع ذلك جاء جبريل إلى النبي فقال له: متى الساعة؟

فقال المصطفى : ما المسئول عنها بأعلم من السائل!! وهو جبريل والمسئول هو البشير النذير، لا يعلمان وقت قيام الساعة.

وإذا كان الله عز وجل قد أخفى وقت قيام الساعة، فقد أخبر سبحانه وتعالى ببعض العلامات التي تكون بين يدي الساعة، لينتبه الخلق بالإنابة والتوبة إلى الله جل وعلا، وقد سمى القرآن هذه العلامات والأمارات بالأشراط فقال سبحانه:
 {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا
أي فقد جاءت علاماتها وأماراتها.

ثم تحدث الشيخ محمد حسان عن العلامات الصغرى التى وقعت وانتهت والتى أولها بعثة الحبيب المصطفى ، ففـي الصحيحين أنه قال: "بُعثـت أنـا والساعـة كهاتين " وأشـار بالسبابة والوسطى، فبعثة النبي علامة صغرى وموت النبي أيضا وكلاهما مضيتا.
ومن هذه العلامات الصغرى أيضا التي وقعت وانقضت انشقاق القمر قال سبحانه: "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَر"ُ ،
 وقد وردت الأحاديث الكثيرة الصحيحة عن رسول الله رواها الإمام مسلم في صحيحه منها ،من حديث أنس قال: طلب أهل مكة من رسول الله أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر.
فقال: "ماذا تريدون؟"، قالوا: نريد أن تشق لنا القمر في السماء نصفين فسأل الحبيب ربه فاستجاب الله للمصطفى وشق له القمر في السماء نصفين فقال المصطفى : "اشهدوا.. اشهدوا" ومع ذلك أنكروا وأعرضوا وقالوا: سحر مستمر.

ومن هذه العلامات الصغرى أيضا يحدثنا عنها الشيخ قائلاً: خروج نار في أرض الحجاز روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببُصْرَى



وبُصْرَى بلد تسمى حوران في ديار الشام، ولقد وقعت هذه الآية بمثل ما حَدَّث الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى.

قال الإمام القرطبي في التذكرة: ولقد وقعت هذه الآية بمثل ما حدث الصادق المصدوق ففي يوم الأربعاء في الثالث من شهر جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة خرجت نار من أرض الحجاز كانت لا تمر على جبل إلا دكته وأذابته رآها من أرض الحجاز جميع أهل الشام.

وتابع الشيخ حديثه بعد ذلك عن العلامات الصغرى التي وقعت ومازالت مستمرة لم تنقض بعد، جاء في صحيح مسلم من حديث حذيفة بن اليمان قال: "قام فينا رسول الله مقاماً ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حَدَّث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه "، أخبر النبي بالفتن التي ستقع وقال كما في صحيح مسلم من حديث أبى هريرة وغيره قال : "بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا
فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل على الإيمان فلا يأتى الليل عليه إلا وقد كفر بالرحيم الرحمن، ويمسي على الإيمان فلا يأتى الصباح عليه إلا وقد كفر بالله.
ثم أوضح الشيخ اننا الآن نتعرض لفتن كثيرة أهمها غربة المسلم ، قال الحبيب كما في صحيح مسلم من حديث أبى هريرة: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء
فأهل الغربة الآن يفرون بدينهم من الفتن بل لقد روى الترمذي في سننه بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "سيأتي على الناس زمان القابض فيه على دينه كالقابض على جمر بين يديه".

ومن علامات الساعة الصغرى التي وقعت ولم تنقض إسناد الأمر إلى غير أهله ، ففـي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة : أن أعرابيا دخل على النبي وهو يحدث الناس فقال الأعرابي: يا رسول اللـه متى الساعة؟ فمضى النبي في حديثه ولم يجب الأعرابي على سؤاله فلما أنهى النبي حديثه قال: "أين السائل عن الساعة آنفا؟" فقال الأعرابى: ها أنا ذا يا رسول الله قال: "إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة" فقال الأعرابي الفقيه: وكيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: "إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ".

وحديث النبي الذي رواه أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم: "سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذَّب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويُخَوَّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة" قيل من الرويبضة يا رسول الله؟ قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العام".

ويوضح الشيخ حسان: ونحن نعيش في هذه الأيام تداعت أذل أمم الأرض من اليهود ومن عباد البقر و الملحدين على أمة الإسلام في كل مكان، وطمع في الأمة الذليل قبل العزيز والضعيف قبل القوى وأصبحت الأمة قصعة مستباحة لأمم الأرض.

ثم تحدث عن العلامات الصغرى التى لم تقع بعد ، من هذه العلامات التي أخبر عنها النبي ولم تقع ما رواه البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل زكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها



ومن العلامات التي لم تظهر ما أخبر عنه الرسول الكريم كما جاء في البخاري ومسلم من حديث أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، فيقول كل رجل منهم: لعلى أكون أنا الذي أنجو"

ومن العلامات أيضاً التي لم تظهر بعد: ظهور المهدي رضي الله عنه فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "لـو لم يبق مـن الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليـوم حتى يبعث الله فيه رجلاً منى أو من أهلى يواطيئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعـدلاً كما ملئـت ظلماً وجوراً"

يخرج هذا الرجل يؤيد الله به الدين يملك سبع سنين ،يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً تنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط، تخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويعطى المال بغير عدد ، قال ابن كثير: في زمانه تكون الثمار كثيرة، والزروع غزيرة، والمال وافر، وقد تواترت الأحاديث في المهدي تواتراً معنوياً، وقد نص على ذلك الأئمة والعلماء.


المصدر: محيط ـ إيمان الخشاب

عدد التعليقات على:" أولى العلامات الصغرى ليوم القيامة بعثة الرسول الكريم" : "0"

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة