| 0 التعليقات ]


الإيمان بالقضاء والقدر بلسم الجراحات
الشيخ محمود المصري




إن بلسم الجراحات هو الإيمان بالقضاء والقدر، وعجباً لأمر المؤمن إن أمره كلّه له خير، إن إصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له، قد علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وعلم أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، علم أنّ الأُمّة لو اجتمعت على أن ينفعوه بشيء، لن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، ولو اجتمعت على أن يضروه بشيء لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله – عزّوجل – عليه، رضي فرضي الله عنه، وسعد في حياته وأخراه، واطمأن قلبه وسكنت روحه، فهو في نعيم وأي نعيم!!

فالإيمان بالقضاء والقدر نعمة على البشر وبلسم وظل وافر من الطمأنينة وفيض من الأمن والسكينة، ووقاية من الشرور، وحافز على العمل، وباعث على الصبر والرضا، والصبر مُرٌّ مذاقه، لذيذة عاقبته.

صبرت ومَنْ يصبر يجدْ غبَّ صبره **** ألذَّ وأحلى من جنى النحل في الفم

فاحرص على ما ينفعك، وارض بما قسم الله لك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا، ولكن قل: "قدر الله وما شاء فعل".

- قال الإمام ابن الجوزي – رحمه الله -:

من الإبتلاء العظيم إقامة الرجل في غير مقامه. مثل أن يحوج الرجل الصالح إلى مداراة الظالم والتردّد إليه، وإلى مخالطة مَن لا يصلح، وإلى أعمال لا تليق به، أو إلى أمور تقطع عليه مراده الذي يؤثره.

مثل أن يقال للعالم: تردّد على الأمير وإلا خفنا عليك سطوته، فيتردّد فيرى ما لا يصلح له ولا يمكنه أن ينكر.

أو يحتاج إلى شيء من الدنيا وقد مُنع حقه، فيحتاج أن يعرّض بذكر ذلك، أو يصرح لينال بعض حقه، ويحتاج إلى مداراة مَنْ تصعب مداراتَهُ، بل تتشتت همّته لتلك الضرورات.

المصدر: كتاب لا تحزن وابتسم للحياة





عدد التعليقات على:" الإيمان بالقضاء والقدر بلسم الجراحات" : "0"

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة