لأول مرة، أفصح الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية عن العديد الأسرار الشخصية في حياته، وتطرق إلى الجوانب الخفية في حوار إنساني اختص به برنامج " الحياة والناس" التي تقدمه الإعلامية رولا خرسا على قناة "الحياة 2".
في البداية تحدث الشيخ على جمعة عن هدف رعايته لمؤسسة "مصر بخير" الخيرية التي يرأس مجلس أمناءها، موضحا أنه فكرتها تعبر عن إحياء لفكرة "الوقف"، مشيراً إلى أن هدفها يشمل عدة نواحي اجتماعية وصحية وتعليمية والبحث العلمي ومجال مناحي الحياة.
كما وصف جمعة الشعب المصري بأنه شعب كريم وغني موضحاً إنه وفقاً لدراسات الزكاة على الأغنياء وجد أنها تصل إلى 7 مليار جنيه سنوياً، مطالباً إياهم بضرورة الالتزام بدفعها كونها تساهم بشكل كبير في مجالات التنمية.
من جهة أخرى، كشف جمعة عن المفاجأة التي فجرتها الإعلامية رولا خرسا والتي تختص باسمه أو لقبه الأسبق الذى لايعرفه أحد وهو "أبو عبادة نور الدين على بن جمعة" وقال : رزقني الله بثلاث بنات تزوجن وأنجبن وبعد انجابهن انقطعت أم الاولاد عن الحمل طبيعياً بدون استخدام اية وسيلة .
وتابع: استمر الانقطاع حتى عام 1993، حيث حملت فجأة واستمرت في الرعاية الطبية والمتابعة لدرجة أنى أحضرت كل مستلزمات الطفل من سرير إلى الألعاب وهكذا قبل ولادته.
وقال : في هذا التوقيت موضوع "السونار" كانت غير مستخدم، لكن الطبيبة استعملته وعرفت أنه ولد وفجأة وفي يوم ميلاده الذى كان يوافق يوم جمعة تعجبت الطبيبة من الحالة واستدعت أطباء آخرين وهنا علمت أن الولد توفى في بطن زوجتي وولد ميتاً.
وأوضح : في مثل هذه الحالات يطلق على المولود الميت اسم (لم يستهل صارخاً) أي لم يصرخ وحكمه الشرعي فى الوفاة يتكون من غسل وتكفين ودفن ولكن لا يصلى عليه لأنه لم يواجه الدنيا وهو حي، أيضاً التزمت بالسنة التي تقضي بتسمية المولود المتوفي وأطلقت عليه اسم شخصية كنت محب لها جداً وهو سيدنا عبادة بن الصامت رضي الله عنه فهذا الرجل كان من الصحابة الكرام الذين جاوؤا إلى مصر مع سيدنا عمرو بن العاص ومكث فيها وأحب البلاد.
وأضاف: والدي رجل صعيدي من بني سويف ودائماً كان يتشوق إلى إنجابي الولد ولكنه انتقل إلى رحمه الله عام 1987، لذا دفنت ابني بجواره، بهذا بات لنا ولد عند الله يتشفع لنا يوم القيامة لأنه كان حياً لمدة 5 شهور.
وواصل : تعلمت كثير من مثل هذه المواقف والحمد لله ألقى الله إلينا الصبر، حيث كانت زوجتي تتماسك ولكنها كانت أحيانا تنهار بالبكاء، أما أنا فاستمررت طويلاً في كتابة هذا اللقب لفترة في تعاملاتي ولكنى انقطعت .. هناك أيضاً كلمة أخرى داخل اسمي تسمى نور الدين وسببها أن اسم (على) كنيته أو لقبه يسمى نور الدين مثل أبو بكر الصديق وعمر الفاروق.
على الجانب الآخر أفصح جمعة عن سر آخر يتعلق بدعوة كانت تدعوها والدته له دائماً وهو صغير ألا وهي "ربنا يجعل في حنكك سكرة وفي وشك جوهرة"
وقال : هذه الكلمات دائماً كانت تحفظها وترددها أمي بحكم ارتباطها بعائلتها ومن خلال البيئة المحيطة حيث أنها من بني سويف ولكن رغم هذه الدعوة إلا اننى اعتبر أن التوفيق بيد الله، وأقول أنه لايجب أن يغتر أحد ويقول بحولي وقوتي وأنا الذي تسببت في حب الناس ف فالواجب على الإنسان أن يقول "الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله"..
فالإنسان عندما يشكر الله على نعمه فأنه يزيده.
وفى نفس السياق تحدث المفتى عن جذوره، وقال أن له جذور تركية من ناحية الأم من خلال جده الاكبر (الجندي) الذي جاء ثم استقر في كفر الزيات وجده هذا كان أبناءه يملكون مصانع ومعاصر في صناعة الزيت وصناعة الصابون وهذه العائلة كانت غنية وتؤمن بضرورة التعليم.
وعما وصف به المفتى بأنه عصري وأن علاقته ببناته تتسم بالديمقراطية قال ضاحكاً: القضية في الثقة والتربية، والحمد لله ربنا أكرمني في تربية بناتي فلم اذكر يوماً أني طلبت منهم أداء الصلاة حيث وجدتهم يصلون بمفردهم منذ نشأتهن.
وتابع : نفس الوضع ينطبق على الحجاب فبمجرد بلوغهن ارتدين الحجاب ولم أتدخل أو أجبر واحدة على ارتدائه، لدرجة أن الصحافة كتبت مرة أن المفتي لا يأمر بناته بالحجاب أي كأن بناتي غير محجبات والصحيح غير ذلك فهن محجبات من خلال التربية وليس من خلال الأخذ والحيرة والمجادلة.
وعن علاقته بأحفاده الثلاثة قال المفتي أنه رغم ضيق الوقت فهو يحاول أن يكون متفاعلاً معهم تفاعل الجد حيث يأخذهم أحيانا في الإجازات ويصطحبهم للمزرعة ولكنه يفضل تربية للأب والأم، موضحاً بابتسامة إلى أن الجد يدلل ويفسد إذا استمر "الدلع المرق بتاعه" لكنه يترك مساحة كبيرة لأسرته في التربية.
واختتمت رولا مقدمة البرنامج الحلقة بسؤال عن رؤيته لسيدنا محمد (عليه الصلاة والسلام) وقال : زمان كانت هناك كتب في دار الكتب المصرية تشير لبعض الفوائد لمن يريد رؤية النبي (صلوات الله عليه وسلامه) على سبيل المثال انه من قرأ سورة الإخلاص عدة مرات معينة ونام يرى المصطفي.
وواصل : الحمد لله رأيت النبي عدة مرات كثيرة وفى عدة مواضع وحالات.. ربنا يكرمنا لأنه كان راجل جميل وإنسان كامل وجمع بين الشريعة وحلاوة الأخلاق، ولكن كثير من أتباعه ظلموه فلم يكونوا الأسوة الحسنة الذين كانوا من المفترض أن يترجموا ويقولوا للناس كافة من هو هذا النبي الكريم كما أن كثير من الناس شوهوا صورته بالعنف والصحيح أنه كان يدرأ العنف ويحاربه بقوة لأنه كان مؤيدا وقوياً من الله سبحانه وتعالى.
إرسال تعليق