| 12 التعليقات ]


الأضحية بين العادة والعبادة !

الأضحية هي سنة مؤكدة عند الجمهور، وذهب بعض أهل العلم إلى أنها واجبة، و شرعت إحياء لسنة إبراهيم عليه السلام، عندما فدى إسماعيلَ بذبحٍ عظيم .

وهي سُنَّة مؤكَّدة لِمَن وَجَد ثمنها، لا لِمَن يلجأ إلى السلف المحرَّم، أو بيع أثاث وهو في أشدِّ الحاجة إليه في بيته لاقتنائها، ولا ينبغي التباهي والتفاخُر على الجيران بحجمها أو ثمنها، بل ينبغي أن يتبادل الناس التهاني، ويشارك بعضهم البعض فرحة هذا اليوم،
ويذكِّر بعضهم بعضًا أن الذبح لكبش العيد عبادةٌ وطاعة لله عز وجل .
قال تعالى : { لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} الحج: 37 ،

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان له سعة و لم يضح ، فلا يقربن مصلانا " صحيح الجامع

وهي سنة للرجال والنساء ، سواء كانوا مقيمين أم مسافرين، متزوجين أم غير متزوجين، إلا على الحجاج ولو كانوا من أهل مكة ومنى، وأضحية الرجل تجزئ عنه وعن أهل بيته ولا يشترط لها نصاب.
والأضحية يأكل منها صاحبها، ويهدي، ويتصدق، ويدخر، إلا إذا كانت هناك جائحة فلا يدخر.

هذه العبادة التي شرعها الإسلام على الموسرين والمستطيعين من المسلمين أصبح يتكلَّفها كثير من غير المستطيعين، ويترك من أجلها أموراً قد تكون واجبة، ومن لم يجد إلى ذبحها سبيلاً تحرَّج من ذلك، وتحولت من عبادة شرعية تقوم على الاستطاعة، إلى عادة و ظاهرة اجتماعية يحرص عليها بعض تاركي الصلاة والمتهاونين فيها مثلاً، والمقصرين في كثير من الواجبات الأخرى ، سواء كانوا مستطيعين لها أم لا.

هذا المسلك مخالف ومغاير لما كان عليه السلف الصالح، بل الأئمة الكبـار والعلمـاء الأخيار، حيث كان بعضهم لا يضحِّي وهو من القادرين عليها خشية أن يعتقد البعض أنها واجبة، ويعلن ذلك على الملأ من غير خجل ولا وجل، حدث ذلك من عدد من كبار الصحابة، بل من الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين، كأبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وبلال، وابن عباس، وابن مسعود البدري رضي الله عنهم أجمعين.

روى الإمام البيهقي في السنن الكبرى عدداً من الآثار تدل على ما ذكرنا، :

• قال الشافعي رحمه الله: "وبلغنا أن أبا بكر الصديق وعمر رضي الله عنهما كانا لا يضحِّيان كراهة أن يُقتدى بهما فيظن من رآهما أنها واجبة"، يعني في بعض السنين.

• وعن عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما أن ابن عباس: كان إذا حضر الأضحى أعطى مولى لـه درهمين فقال: اشتر بهما لحمـاً، وأخبر النـاس أنه أضحيـة ابن عباس.

• وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: "إني لأدع الأضحية وإني لموسر مخافة أن يرى جيراني أنه حتمٌ عليّ".

ومن السلف من رأى التصدق على المحتاجين أفضل من الأضحية منهم:

• روى عن بلال رضي الله عنه أنه قال: ما أبالي أن لا أضحي إلا بديك، ولأن أضعه في في يتيم قد تُرِب فوه أحبُّ إليَّ من أن أضحي".
• وقال مالك: الصدقة بثمن الأضحية أحب إليّ، وقال مرة: الأضحية أفضل من الصدقة.
• لا شك أن الأضحية أفضل من الصدقة في يوم عيد الأضحى، فإن لكل مقام مقالاً، والأعمال تختلف باختلاف الأوقات

والأضحية يمكن أن تسد مسدَّ الصدقة، بحيث يتصدق بجميعها ، كما له أن يأكل ويهدي ويدخر.

والأضحية للموسر ممن لا يُقتدى به أفضل من الصدقة، بل هي سنة مؤكدة، وإنما تركها الذين تركوها من أئمة الهدى في بعض السنين لأنهم مقتدىً بهم وأرادوا ألا يحرجوا الناس ويضيقوا عليهم؛ فالذين يتكلفون ويستدينون ويتركون كثيراً من الواجبات عليهم ليضحُّوا خوفاً من المجتمع وجزعاً من ضغطه ولومه مفرِّطون، والموسرون ـ من غير المقتدى بهم ـ الذين لا يضحُّون مفرِّطون.

اعلم أخي الحبيب أن الحرج كل الحرج، والضيق غاية الضيق، في ترك الأوامر الشرعية والسنن المرعية، وأن المعروف ما عرفه الشرع، والمنكر ما أنكره، واحذر كل الحذر من أن تنساق وراء التقاليد والعادات والأعراف الاجتماعية، خاصة المخالفة للشرع، وأن تكون عبداً لها أسيراً لما تقوله العامة .

وعليك أن تبدأ بالأهم ثم المهم، فلا يحل لأحد أن يتشاغل بسنة أو مندوب ويترك الفروض، فإن فعل ذلك فإنه سيكون مأزوراً غير مأجور.
قال الله تعالى : {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ }البقرة286

و أسأل اللهَ لي ولكم الفقه في الدين، فمن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، والاعتصام بسنة من بُعث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم ,

وكل عام وانتم بخير




























عدد التعليقات على:" الأضحية بين العادة والعبادة ." : "12"

ولا بالاحلام يقول... @ نوفمبر 13, 2010 5:23 م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل الخير على هذه المعلومات القيمه
وكل عام وانت بالف خير
تحياتى
ابتسام محمد (ولا بالاحلام)
سنووايت (اميرة الاحلام)

Unknown يقول... @ نوفمبر 13, 2010 6:25 م

@الاخت الفاضلة ولا بالاحلام

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ على المدخلة الطيبة وجزاك الله خير
وكل عام وانتِ والاسرة الكريمة بخير وسعادة

مازن الرنتيسي يقول... @ نوفمبر 13, 2010 6:29 م

بسم الله وبعد
بوركت أخانا في الله على الطرح الطب
نتقدم إليكم بالتهنئة بمناسبة عيد الاضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركة وكل عام وأنتم من الله أقرب
المنشد أبو مجاهد الرنتيسي
أحلام الرنتيسي

Unknown يقول... @ نوفمبر 13, 2010 7:19 م

@المنشد أبو مجاهد الرنتيسي

بارك الله فيك أخي العزيز على المدخلة الطيبة
وكل عام وانتم بخير وعيدكم مبارك بمناسبه عيد الاضحى المبارك وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
ولكم مني كل الود والتقدير

Unknown يقول... @ نوفمبر 13, 2010 7:28 م

جزاك الله خير على ما قدمت
وكل عام وانتم بخير

محطات ثقافية يقول... @ نوفمبر 13, 2010 8:25 م

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك أخي على هذا الطرح الطيب
والتسلسل في الأقكار
سعدت بالتواجد هنا أخي

Unknown يقول... @ نوفمبر 13, 2010 8:28 م

@حليم

اشكرك اخي الفاضل على المدخلة الطيبة.
اسغدني تشريفك واتمنا ان يدوم التوصل.
وكا عام وانت بخير والى الله اقرب

Unknown يقول... @ نوفمبر 13, 2010 8:38 م

@ الاخت الفاضلة حلم

بارك الله فيكِ على المدخلة الطيبة واسعدك الله في الدرين
وكل عام وانت والاسرة الكريمة بخير وسعادة

رشيد أمديون يقول... @ نوفمبر 13, 2010 11:07 م

السلام عليكم

أخي حسن المشكلة أن هناك فرائض كثيرة مهملة، فينظر البعض في السنن التي توافق السير الذي يمشي عليه المجتمع نظرة الواجب الذي لا مفر من القيام به، المشكل أنه حين يصير المعيار الذي نزن به أمور الدين معيارا اجتماعيا ونفسيا تضيق سعة الإسلام حتى تكاد تخنق المسلم، أو العكس كذلك تتسع حتى تخرج على الضوابط الشرعية.
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به، ولك الأجر على هذه الدعوة الحسنة.

خلفان الحجي يقول... @ نوفمبر 14, 2010 4:12 ص

كل عام وانت بخير اخي العزيز حسن عيد
وشكرا لك على هذه المعلومات القيمة
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

Unknown يقول... @ نوفمبر 14, 2010 8:20 م

@أبو حسام الدين

بارك الله فيك اخي الحبيب على المدخلة الطيبةوجزاك الله خير
وكل عام وانت بخير وسعادة

Unknown يقول... @ نوفمبر 14, 2010 8:22 م

@خلفان

بارك الله فيك اخي الحبيب على المدخلة الطيبةوجزاك الله خير
وكل عام وانت و الاسرة بخير وسعادة

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة