‏إظهار الرسائل ذات التسميات اسلاميات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اسلاميات. إظهار كافة الرسائل
| 5 التعليقات ]



ســـــارع بالتوبه

قال الله تعالى :
{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } الأعراف156


ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا ربي لعفوك سلما
تعـاظمني ذنــبي فـلما قــرنته بعفوك ربي صار عفوك أعظما

يا باغي الخير أقبل ، فالباب غير مقفل ، يا من أذنب وعصى ، وأخطأ وعتى ، تعال فلعل وعسى ، يا من بقلبه من الذنوب جروح ، تعال فالباب مفتوح ، والكرم يغدو ويروح ، يا من ركب مطايا الخطايا ، تعال إلى ميدان العطايا ، يا من اقترفوا فاعترفوا ، لن تنسوا { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } الزمر53

يا من بذنب باء ، وقد أساء ، تذكر قول الله تعالى في الحديث القدسي : " يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي . يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي . يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ".

أسقت بغي كلبا ، فأرضت ربّا ، ومحت ذنبا ، قتل رجل مائة رجل ، ثم تاب إلى الله عز وجلّ ، فدخل الجنة على عجل .
لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه
من جود فضلك ما علمتني الطلبا

من الذي ما أساء قط ، ومن له الحسنى فقط ، ومن هو الذي ما سقط ، وأين هو الذي ما غلط ، يا كثير الأخطاء : أنسيت : كلكم خطّاء ، كم يقتلك القنوط كم ..
 وأنت تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله ، فيغفر لهم " .

اطرق الباب تجدنا عنده
لا تقل قد أغلق الباب فلا
بسخاء وببذل وكرم
تحمل اليأس فتلقى في الندم

إذا أذنبت فتب وتندّم ، فقد سبقك بالذنب أبوك آدم ، ومن يشابه أباه فما ظلم ، وتلك شنشنة نعرفها من أخزم ، فلا تقلد أباك في الذنب وتترك المتاب ، فإن أباك لما أذنب أناب ، بنص الكتاب .

أصبحت وجوه التائبين مسفره ، لما سمعوا نداء : لو أتيتني بقراب الأرض خطايا لأتيتك بقرابها مغفره ، اطرح نفسك على عتبة الباب ، ومد يدك وقل : يا وهّاب . أرغم أنفك بالطين وناد : رحمتك أرجو يا رب العالمين .

إن جرى بيننا وبينك عتب
فالقلوب التي عرفت تلظّى
وبعدنا وشط عنا المزار
والدموع التي عهدت غزار

يا من أساء وظلم ، اعلم أن دمعة ندم ، تزيل أثر زلة القدم . أنت تتعامل مع من عرض التوبة على الكفار ، وفتح طريق الرجعة أمام الفجّار ، وأمهل بكرمه الأشرار . أنزل بالعفو كتبه ، وسبقت رحمته غضبه .

والله ما لمحت عيني منازلكم
ولا تذكرت مغناكم وأرضكموا
إلا توقد جمر الشوق في خلدي
إلا كأن فؤادي طار من جسدي

اسمه التوّاب ، ولو لم تذنب لما عرف هذا الوصف في الكتاب ، لأن الوصف لابد له من فعل حتى يوصف بالصواب . ما تدري بالذنب ، محى العجب ، وبالاستغفار حصل الانكسار ، لكأس الاستكبار ، وصار الانحدار ، لجدار الإصرار .

لا تصر ، بل اعترف وقر ، فإن طعم الدواء مُر ، وسوف تجد ما يسر ولا يضر ، واحذر الشيطان فإنه يغر .

اطرق الباب فإنا فاتحون
لا تغيرك على الصحب الظنون

الاعتراف بالاقتراف ، طبيعة الأشراف ، قف بالباب ، وقل : أذنبنا ، وطف بتلك الديار وقل : تبنا ، وارفع يديك وقل : أنبنا .

{ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً } النساء17

سبحان من يغفر الذنب لمن أخطأ ، ويقبل التوبة ممن أبطأ .
التوبة تَجُبُّ ما قبلها ، وتعم بركتها أهلها .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " ،

وهذا قول يجب أن نقبله ، فهنيئاً لمن تاب وأناب ، قبل أن يغلق الباب . التائب سريع الرجعة ، غزير الدمعة ، منكسر الفؤاد ، لرب العباد ، دائم الإنصات ، كثير الإخبات .

للتائب فرحتان ودمعتان وبسمتان .

فرحة يوم ترك الذنب ، والأخرى إذا لقي الرب ، ودمعة إذا ذكر ما مضى ،
والثانية إذا تأمل كيف ذهب عمره وانقضى ، وبسمة يوم ذكر فضل الله عليه بالتوبة ، وهي أجلّ نعمة ، والأخرى يوم صرف عنه الذنب وهو أفظع نقمة .
بشرى لمن عفّر جبينه ، وأشعل في قلبه أنينه ، وأضرم بالشوق حنينه ،التائب تبدل سيئاته حسنات ، لأن ما فات مات ، والصالحات تمحو الخطيئات .

للتوبة أسرار ، ولأصحابها أخبار ، فالتائب يزول عنه تصيد المعائب ، وطلب المثالب ، لأنه ذاق مرارة ما تقدّم ، فهو دائماً يتندّم ، وهو يفتح باب المعاذير ، لمن وقع في المحاذير ، ولا يفعل فعل المعجب المنّان ، الذي قال : والله لا يغفر الله لفلان ، بل يستغفر لمن أساء من العباد ، ويطلب الهداية لأهل الفساد ، والتائب يطالع حكمة الرب ، في تقدير الذنب ، وأنه لا حول للعبد ولا قوّة ، في منع نفسه من الوقوع في تلك الهوّة ، فالله غالب على أمره ، بعزته وقهره ، والتائب ذهبت عن نفسه صولة الطاعات ، والدعاوى الطويلات ، والتبجح على أهل المعاصي ، وأصبح ذليلاً لمن أخذ بالنواصي ، فإن بعض الناس إذا لم يقع في زلّة ، ولم يذق طعم الذلة ، جمحت به نفسه الأمّارة ، حتى جاوز أطواره ، فكلما ذكر له عاص تأفّف ، وكلما سمع بمذنب تأسّف ، وكأنه عبد معصوم ، في حياته غير ملوم ، يحاسب الناس على زلاتهم ، ويأخذ بعثراتهم ، فإذا أراد الله تقويمه ، ليسلك الطريق المستقيمة ، ابتلاه بذنب لينكسر لربه ، وأراه ضعف قوته فيعترف بذنبه، فيصبح يدعو للمذنبين ، ويحب التائبين ، ويبغض المتكبرين .

ومنها أن كأس الندم يتجرعه جرعة جرعه ، مع انحدار دموع الأسف دمعة دمعه، حينها ينال الولاية ، ويدرك الرعاية ، لأنه عرف سر العبودية ، ودخل باب الشريعة المحمديّة ، فإن ذل العبد مقصود ، وتواضعه محمود ، لصاحب الكبرياء المعبود .

ومنها أنه يشتغل بالاستغفار ، عن الاستكبار ، فهو دائم الفكر في تقصيره ، مشتغلاً به عن غروره ، لأن بعض الناس لا يرى إلا إحسانه ، ولا يشاهد إلا صلاحه وإيمانه ، حتى كأنه يَمنّ على مولاه ، بطاعته وتقواه ، بخلاف من طار من خوف العاقبة لبه ، وتشعب بالندم قلبه ، فهو كثير الحسرات ، على ما مضى وفات ، وهذا هو حال من عرف العبادة ، وسلك طريق السعادة .

واعلم أن لوم النفس على التقصير ، والنظر إليها بعين التحقير ، والإزراء عليها في جانب مولاها ، وعدم الرضا عنها لما فعله هواها ، يقطع من مسافات السير ، إلى اللطيف الخبير ، ما لا يقطعه الصيام ولا القيام ، ولا الطواف بالبيت الحرام ، فهنيئاً لمن على ذنبه يتحرق ، وقلبه يكاد من الأسف يتمزّق ، ودمعه على ما فرّط يترقرق .

وقفنا على الأبواب نزجي دموعنا  
 ونبعث شوقاً طالما ضج صاحبه

أجمل الكلمات ، وأحسن العبارات ، لدى رب الأرض والسموات ، قول العبد : يا رب أذنبتُ ، يا رب أسأتُ ، يا رب أخطأتُ ، فيكون الجواب منه سبحانه : عبدي قد غفرت وسامحت ، وسترت وصفحت إن الملوك إذا شابت عبيدهمو

وأنت يا خالقي أولى بذا كرماً
في رقهم عتقوهم عتق أبرار
قد شبت في الرق فاعتقني من النار

عفّر الجبين بالطين ، وناد : يا رب العالمين ، تبنا مع التائبين ، اغسل الكبائر بسبع غرفات من ماء الدموع وعفرها الثامنة بتراب المتاب ، فهذا فعل من أناب ، حتى يفتح لك الباب . تأوّه المذنبين التائبين ، أحب من تسبيح المعجبين ، من قضى ليله وهو نائم ، وأصبح وهو نادم ، أحب ممن قضاه وهو مسبّح مكبّر ، وأصبح وهو معجب متكبّر .

إذا أردت القدوم عليه ، توسل برحمته وفضله إليه ، ولا تمنن بطاعتك لديه، لا تيأس من فتح الباب ، ورفع الحجاب ، فأدم الوقوف عنده ، واخطب وده ، فإن من قصده لن يرده ، ما أحوج الجيل ، إلى آخر ساعة من الليل ، لأنها ساعة الهبات ، والأعطيات والنفحات ..

أتمنى أن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة ونرجعها و نحاسبها . لعل النفس تعود و لعل العين أن تدمع و لعل القلب أن يخشع ..

  رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ

...تابع القراءة

| 9 التعليقات ]





إلى من لم يحج هذا العام


أعرف مدى شوقك إلى الله..
إلى مناجاته..
إلى الطواف حول بيته..
إلى زيارة النبي صلى الله عليه وسلم..
أعلم مدى حرق القلب شوقاً إليه، إلى الحديث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وأشاهد في عينيك بريق الدموع تحن حباً إليه صلى الله عليه وسلم، وأسمع نبضات قلبك تتسارع حنيناً لرحمة الله ومغفرته، وارتعاشة يدك لأن فريضة الحج فاتتك وربما لا تعود....
ولكن قدر الله هو خير، فماذا تفعل لتقر عينك ويهدأ قلبك وتثبت يداك؟
لقد سافر من سافر وكتب الله لهم الفريضة.. وأنت !!

إليك البشرى..
قال صلى الله عليه وسلم: « ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام. (10 ذي الحجة) قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ». رواه البخاري.

10 أيام من العبادة تكون أفضل من الجهاد.. تخيّل!
إلا رجل ضحّى بنفسه وماله في سبيل الله ولم يتبقى منهم شيء، وذلك فقط هو من يكافئك في الثواب.. معادلة صعبة جداً!!
ولكنها في صالحنا؛ فالله تعالى أراد ألا يحزن من لم يحج، فأهدانا هذه الهدية.. فهل تقبلها أم ستضيعها ؟!

"يا خيل الله اركبي"
كان خالد بن الوليد عندما يخرج للجهاد يهتف ويقول: "يا خيل الله اركبي"؛ معلناً الجهاد والحماسة، وأنت تحتاج إلى هذه الصيحة الآن!
اهتف "يا خيل الله اركبي"، وكن أنت فارس السباق العشر الأوائل الذي تخوضه الآن..
ولا تعد عيناك عن المركز الأول أبداً، ولا تركن إلى النوم والدعة..

نفسك حصانك
نعم أنت فارس تقود نفسك التي بين جنبيك، تمتطيها وتركض بها في السباق..
لا تتركها تقودك.. هل رأيت حصان يقود فارسه؟
أبداً؟؟ أنا رأيت!!
نعم رأيت حصان يقود فارسه إلى الطريق الخطأ ويصطدم في الحواجز، ويسقط في الحفر ثم ينتهي بلا رجعة، وينكسر ظهر الفارس، فلا يقوى على السير بعد ذلك.
هل فهمت قصدي؟
فربما تقودك نفسك عكس اتجاه السباق؛ تقودك في الاتجاه الخطأ.. شرب سجائر، أو نظر حرام، أو لمس حرام، أو ترك صلاة، هجر قرآن، خلع حجاب، زنا، شرب خمر..
أو ربما تقودك نفسكِ يا أختي إلى طريق غريب، فترتدي ملابس تظهر عورتك وجسدك.. ربما... أنا أقول ربما!

قبل بدء السباق
اخلُ بنفسك.. حدّثها واسألها: هل حقاً تحتاج إلى تلك الأيام العشر؟
هل تحتاج إلى عفو الله، إلى مغفرة الله؟
أم أنها في غنى عن ذلك !! أو تكون في الاتجاه الخطأ.
روّضها لو كانت عاصية، وضع على ظهرها سرج الطاعة حتى تمتطيها؛ فقد حان الوقت..
وإن أبت فامتطيها عنوة، وقدها بكل قوة في الطريق الصحيح؛ فهذه الأيام هي طوق نجاتك فلا تدعها تمر.

وكن حاجّاً بقلبك
نعم.. استشعر كل فرائض وأركان الحج، واحيا كأنك هناك: فلا رفث ولا فسوق ولا جدال ولا خصام ولا كذب ولا ترك صلاة ولا شرب سجائر ولا هجر قرآن ولا إطلاق بصر؛ أنت من عباد الله تحجّ إليه بروحك.. وكن محرماً..
نعم.. واستشعر أن الإحرام ما هو إلا كفن، محالة قادم قادم..
فاعمل له، ولتجاهد نفسك في العمل الصالح؛ فهو أحب إلى الله في هذه الأيام.
اجتهد كأنك تسعى بين الصفا والمروة، واترك كل المحرمات رجماً للشيطان، واعمل كأنك تحج البيت، فربما تنال الثواب بالنية الصادقة.

أخى الحبيب.. إنها أيام
ولا تعرف المستقبل، فهل تعود ثانيا أم لا؟!
فاعمل في الرخاء كي يكون الله في عونك في الشدة، وتذكّر سيدنا يونس، لولا أن كان من المسبّحين -أي العابدين- للبث في بطنه -الحوت-، فلولا أنه كان يعبد الله في الرخاء ما كان الله معه في شدته.
وانظر لنموذج مختلف: فرعون ذكر الله في شدته، وقال آمنت برب موسى، ولكنه في الوقت الخطأ { آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ }..
أخشى أن تسمع هذا الرد عندما تطلب العون من الله في شدتك، وهي قادمة قادمة، فما من أحد منا إلا وتكون لـه شدة فسيكون الرد عليك { آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ }..
وهناك مقولة رائعة، التي ذكرها الطبري في تفسيره في قوله تعالى { فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ
فيقول أن العمل الصالح يرفع فاعله إذا عثر ويكون له متكأ.
تخيلوا !! فأكثر من متكأتك..

يوم في السباق
إليك نموذج ليوم في السباق، واجعل كل أيام السباق مشحونة بالأعمال الصالحة..
تصلي الفجر في المسجد، ولا تنسى صلاة الضحى، ثم الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ولا تنس السنن، وأكثر من الاستغفار، وعليك بذكر الله، وصل كل يوم رحم، وتصدق كل يوم ولو بقليل، ولا تنس أذكار الصباح والمساء، وبرّ والديك، وأحسن إلى جارك، واجتهد في عملك ومذاكرتك بنيّة رفعة الإسلام، ولا تنس الدعاء لك وللمسلمين، وعليك بصلاة القيام كل يوم ركعتين، وامط كل يوم أذى عن طريق المسلمين، وأحسن كل يوم لمسكين، وعليك كل يوم بالصيام؛ فهو أفضل الأعمال الصالحة في تلك الأيام.

الفائز... من ؟ !
أتمنى أن أكون أنا الفائز !
نعم.. وربما تكون أنت أو أنتِ..

وسأقول لكم ماذا سوف أفعل حتى أكون الفائز، سأقرأ كل يوم ثلاثة أجزاء حتى أختم القرآن في العشرة أيام..
نعم إن كل جزء يستغرق حوالي 40 دقيقة، أي حوالي ساعتين، سأدخرهما في المواصلات، وقبل الإفطار وبين المغرب والعشاء، وفي صلاة التهجّد. هذا عهد قطعته مع الله لأكون أنا فارس السباق ولا يسبقني أحد.

ولا تنس صيام يوم عرفة وقيام ليله والدعاء فيه، وذكر الله.
قال صلى الله عليه وسلم « ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة » رواه مسلم.
وهو يوم يعتق فيه الله ما يشاء من الرقاب.
قال صلى الله عليه وسلم « صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة » صحيح الجامع.

اسال الله ان يرزقنا واياكم الاخلاص في القول والعمل .
وأدعوا الله ان نكون من حجاج بيت الله . وأن يتقبل الله صالح أعمالنا .






...تابع القراءة

| 7 التعليقات ]



الحلف بغير الله

أحبابي في الله . الكثير منا في يقع من غير ما يشعر بكثير من الامور الشركية . بالرغم من انه يعلم بان الله هو الخالق . ورغم ذلك يحلف بغير الله سبحانه وتعالى ..

والحلف نوع من التعظيم لا يليق إلا بالله ..

الله سبحانه وتعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته وأما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير الله

إنتبه أخى المسلم فقد وردت أحاديث كثيرة تنهى المرء المسلم أن يحلف بغير الله نبين لك بعضها لتعلم أن هذا الأمــر خطير و يقع فيه كثير من المسلمين

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ أنه أدرك عمر بن الخطاب في ركب . وعمر يحلف بأبيه . فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا إن الله عز وجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائك . فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت " . رواه مسلم

سمع ابن عمر رجلا يحلف لا والكعبة فقال له ابن عمر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من حلف بغير الله فقد أشرك " رواه أبو داود

عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من حلف بالأمانة فليس منا " صحيح الترغيب والترهيب

فلا يجوز ذلك الحلف بالأمانة والحرام والطلاق وبالنبي صلى الله عليه وسلم وبالكعبة و ببركة فلان و بحياة فلان وبالأخوة والصداقة والشرف والعيش والملح والأولاد والأب والأم.... وغيرها من الحلف 

كل ذلك حرام ومن وقع في شيء من هذا فكفارته أن يقول لا إله إلا الله ..

كما جاء في الحديث الصحيح عن أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله .. " رواه البخاري

وعلى منوال هذا الباب أيضا عدد من الألفاظ الشركية والمحرمة التي يتفوه بها بعض المسلمين ومن أمثلتها : أعوذ بالله وبك ـ أنا متوكل على الله وعليك ـ هذا من الله ومنك ـ مالي إلا الله وأنت ـ الله لي في السماء وأنت لي في الأرض ـ لولا الله وفلان ـ أنا بريئ من الإسلام ـ يا خيبة الدهر ..
 وكذا كل عبارة فيها سب الدهر مثل هذا زمان سوء وهذه ساعة نحس والزمن غدار ونحو ذلك وذلك لأن سب الدهر يرجع على الله الذي خلق الدهر ...

الحلف بالقران الكريم

سئل الشيخ عبد الرحمن السحيم حول الحلف بالقران الكريم قال :

إذا كان الحالف يقصد أن يحلف بالقرآن الذي هو كلام الله ، فلا حرج في ذلك ؛ لأنه يحلف بصفة من صفات الله ، وهي الكلام .

وإذا كان يحلف بالقرآن ويقصد به المصحف ، فلا ؛ لأن المصحف يشمل الأوراق والغلاف ، ولذا يُجمع على " مصاحف " بخلاف القرآن فإنه لا يُجمع ،

إلا على سبيل الخطأ كما يقول بعض الطلاب " قرآنات " ، وهذا خطأ ؛
لأن القرآن الذي نزل على قلب محمد صلى الله عليه على آله وسلم واحد . ومثله الحلف بآيات الله فيقول بعض الناس : قسماً بآيات الله . ففيه التفصيل أيضا : إن كان قصد آيات الله المتلوّة المقروءة ، فلا حرج . وإن قصد جميع آيات الله ، فلا ؛ لأنه يدخل في آيات الله الآيات الكونية .

وأما الحلف على المصحف فبدعة مُحدثة لا أصل لها .

 وينتشر عند بعض الناس إذا أراد تعظيم الحلف وتغليظه أن يحلف على المصحف . وهذا لا يجوز .

والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم

...تابع القراءة

| 13 التعليقات ]


الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله واله واصحابة أجمغين ..

قال الله تعالى : {وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً }  الإسراء11

و يدعو الإنسان أحيانًا على نفسه أو ولده أو ماله بالشر، وذلك عند الغضب، مثل ما يدعو بالخير، وهذا من جهل الإنسان وعجلته، ومن رحمة الله به أنه يستجيب له في دعائه بالخير دون الشر؛ لأنه يعلم منه عدم القصد إلى إرادة ذلك، وكان الإنسان بطبعه عجولا.

إن الله سبحانه وتعالى قد فطر الانسان على الفطرة السليمة وأنزل له وخلق فيه ما يسوقه وتسوق الآخذين بها إلى السعادة والجنة وتؤديهم إلى أجر كبير، وترشدهم إلى الخير كله ،،،

لكن جنس الإنسان عجول لا يفرق لعجلته بين الخير و الشر بل يطلب كل ما لاح له و يسأل كل ما بدا له فتعلق به هواه من غير تمييز بين الخير والشر والحق والباطل فيرد الشر كما يرد الخير ويهجم على الباطل كما يهجم على الحق.

وليس ينبغي له أن يستعجل ويطلب كل ما يهواه ويشتهيه ولا يحق له أن يرتكب كل ما له استطاعة ارتكابه ويقترف كل ما أقدره الله عليه ومكنه منه مستندا إلى أنه من التيسير الإلهي ولو شاء لمنعه فهذان الليل والنهار آيتان إلهيتان وليستا على نمط واحد

إنها حقيقة تتمثل في فطرة الإنسان وطبيعة نشأته , إنه الاستعجال ذلك الأمر الذي هو داء , ويجر إلى عدة أدواء.

وإذا كانت بعض أمور الفطرة ضرر فلا بد أن نعلم أن الله قد فتح لنا باب المجاهدة ووعدنا أن يهدينا { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } العنكبوت:69.

والاستعجالُ قد جرَّ على الأمة والأفراد والجماعات ضرراً وشؤماً لا يحيط بخطره قلم فانظر مثلاً:

* الاستعجال في اتخاذ القرار على مستوى بعض المشتروات, كيف أوقع صاحبه في ديون تراكمت عليه حتى أودعته خلف القضبان.

الاستعجال في الدعوة إلى الله وحب تغيير الواقع والغفلة عن سنة التدرج فإنه قد أوقع أصحابه في خطأ التفسيق والتفجير والتكفير.

 * الاستعجال في طلب العلم كيف يرمي بصاحبه في فوضى الطلب فلا يخرج بعد سنين إلا مثقفاً لا طالب علم.

الاستعجال في طلب الطلاق من قبل تلك المرأة, ثم استعجال الزوج في قبول طلبها, فهناك تقع الكارثة وتتفرق الأسرة, وتزول سحابة الأنس وتغيب معالم السكن, وأما الأولاد فهم ضحية الاستعجال وغياب الصبر.

*  الاستعجال في قبول الرأي الآخر وعدم التأني والدراسة له مما ينتج من ورائه الإقدام على المهالك في الغالب.

* والاستعجال في قيادة السيارة يوقع صاحبها في الحوادث مما يدخل في { وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ } النساء:29.

* والاستعجال في الحكم على الآخرين بدون قانون التثبت يتسبب في دمار العلاقات بل والويلات وفي التنزيل { فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } الحجرات:6.

* والاستعجال في قبول الرجل لتلك الفتاة لتكون زوجة بسبب إقناع الوالدين أو أحدهما بدون معالم التدين والنتيجة في الغالب طلاق أو تنازل عن الثوابت بسبب التورط في الديون أو وجود أبناء فيضطر الزوج إلى البقاء معها مع كراهيته لذلك , والسبب الاستعجال.

* وأيضاً استعجال الفتاة في قبول الزوج, لأجل منصبه أو ماله أو جماله وعدم التفكير في دينه وصلاته, يجر على الفتاة آلام ويُغيَّب عنها آمال, وقد يكون من رواد المخدرات أو صاحب معاكسات فتندم الفتاة ولكن لا ينفع الندم.

- والاستعجال في علاج الأخطاء بلا منهج مدروس وخطة مناسبة لا يساهم في العلاج, بل يجعل الخطأ مجموعة أخطاء.

* الحديث عن الاستعجال يطول, وآثاره لا تنتهي فكن صبوراً متأنياً متأملاً وحينها سيكون لحياتك معنى.







...تابع القراءة

| 6 التعليقات ]

المسجد الاقصى المبارك

اقدم اليكم  أجمل  فلاش صور بعض المعالم الاساسية للمسجد الاقصى المبارك ..

اضغط على مكان الأنوار الملونة لمزيد من التوضيح ..






http://saaid.net/flash/aqsa3_s.swf







...تابع القراءة

| 6 التعليقات ]



قال الشيخ سلطان بن عبدالله العمري

جلست أفكر في حال السلف وكيف وجدوا من حلاوة الإيمان ولذة التعلق بالله ، وتعجبت من الاجتهاد الذي كانوا يتميزون به في العبادة والعلم والعمل ,
 ولكن زال هذا التعجب لما قرأت هذه الكلمة :

كن مع الله كما يريد يكن لك فوق ما تريد .

حينها عرفت فعلاً أن من أُقبل على الله بصدق واجتهاد فسوف يفتح الله عليه أسرارا من عجائب الأنس به ، وسوف يمده بقوة في العبادة والاجتهاد في الطاعة .

إنها كلمة جميلة : كن مع الله كما يريد يكن معك فوق ما تريد , وقريبا منها ما قاله الإمام أحمد : إذا أردت أن يكون الله لك كما تحب فكن له كما يحب .

ويدل على هذه الكلمات الرائعة قوله تعالى { ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب}الطلاق 2/3
 وقوله تعالى : { ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا } الطلاق 4
 وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله " .
انتهى ..


*********

واللهِ أحبائي في الله أن عند الله كنوزاً من الخيرات وأبوابا من لطائف المناجاة، ولكن لعل ذنوبنا منعت عنا هذه الكنوز، ولعل ضعف الصدق في قلوبنا هو سبب الحرمان من هذه المعاني الإيمانية الجميلة.

إن رجال السلف ليسوا من عالم فضائي غريب بل هم من جنس البشر، فيا ترى ما هو السر الذي كان بينهم وبين الله حتى وجدوا هذه الأسرار الإيمانية والسعادة القلبية ؟
 إنني اجزم ولا أشك أنهم قوم صدقوا مع الله فمنحهم الله هذه النعم القلبية.

إن الله أكرم الأكرمين لن يبخل علينا بأن يمنحنا لذة الإيمان وحلاوة العبادة ، ولكن الله يريد منا المزيد من البذل والاجتهاد والصدق .

وختاماً :

 اقبل بصدق .... وسيرسل الله لك ما تريد ..
 لقوله تعالى { إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين } يوسف 90

...تابع القراءة

| 10 التعليقات ]




عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ : " يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف " .  رواه الترمذي وقَالَ هَذَا : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
 الرسول صلى الله عليه وسلم يُعلم الأمة كلها بهذا الحديث الشريف الصحيح عند تعليمه لابن عباس رضي الله عنهما بأن نحفظ الله تعالى في السر والعلن حتى يحفظنا جل وعلا ...
 فهذه وصية نبوية عظيمة جامعة لكل صفات وخصال الأخلاق الاسلامية الحميدة في حفظنا لحدود الله عز وجل ...
إنها وصية جامعة ترشد المؤمن بأن يراعي حقوق الله تعالى ، ويلتزم بأوامره ، ويقف عند حدود الشرع فلا يتعداه ، ويمنع جوارحه من استخدامها في غير ما خلقت له ، فإذا قام بذلك كان الجزاء من جنس العمل ، لقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على غرس العقيدة في النفوس المؤمنة ، وأولى اهتماما خاصا للشباب ، ولا عجب في ذلك! ، فهم اللبنات القوية والسواعد الفتية التي يعوّل عليها نصرة هذا الدين ، وتحمّل أعباء الدعوة حفظ الله سبحانه وتعالى لعبده في دنياه ، فيحفظه في بدنه وماله وأهله ، ويوكّل له من الملائكة من يتولون حفظه ورعايته. و حفظ الله للعبد في دينه ، فيحميه من مضلات الفتن ، وأمواج الشهوات ، من هذا الحديث معالم مهمة ، ووصايا عظيمة ، من عمل بها ، كتبت له النجاة ، واستنارت له عتبات الطريق ، فما أحوجنا إلى أن نتبصّر كلام نبينا صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته ، ونستلهم منها الحلول الناجعة لمشكلات الحياة ، ونجعلها السبيل الأوحد للنهضة بالأمة نحو واجباتها دائما وأبدا فهي مع كتاب الله عزوجل خير عون لنا في دنيانا وآخرتنا ....

احفظ الله في لسانك فإنه صغير الـجِـرم عظيم الـجُـرم ، فقد أوكل الله بك ملائكة لا يفارقونك ، وشهوداً لا يُغادرونك ، يكتبون ما تقول ، ويستنسخون ما تفعل . قال تعالى :{ إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين والشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلاَّ لديه رقيب عتيد } ق 17 /18
احفظ الله في أولادك ، وعلمهم آداب الإسلام ، وشمائل رسول الأنام صلى الله عليه وسلم ، فالله سائلٌ كلَّ راعٍ عمَّا استرعاه ، أحفظ ذلك أم ضيَّع ؟!
احفظ الله في زوجتك وبناتك وأخواتك وجميع نسائك ، فأنت راعٍ ومسئول عن رعيتك ، فألزمهنَّ بالحجاب الذي يستر كامل أجسادهنَّ ، وجنبهنَّ التبرج والسفور ، ومواطن الفتن ، وأماكن الرِّيب ، فالمرأة درَّةٌ مكنونةٌ ، ولؤلؤةٌ مصونةٌ ، فلا تمتد إليها يد عابث ، ولا تلامسها كفُّ ملامس ، ولا تنهشها عين مريض . قال تعالى :{ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابـيـبهنَّ ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً } الاحزاب :59
احفظ الله في سمعك فلا تسمع به ما حرَّم الله تعالى ، ونزهه عن كلِّ ساقطٍ من قولٍ ، وقبيحٍ من حديث ، فإنَّه عاريَّة مستردَّة ، ونعمةٌ مستوفاة ، وأنت مسئولٌ عنه يوم لقاء الله . قال تعالى :{ إنَّ السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً } الاسراء 36
احفظ الله في قدمك فلا تمشي إلى حرام ، ولا تخطو بها إلى خطيئة . وإيَّاك ! إيَّاك أن تحملك هذه الأقدام إلى كاهن أو ساحر أو مشعوذ أو دجال ممن يدعون علم الغيب ، فيستحوذ على مالك بالخداع ، ويهدم دينك بالكذب ، ويسلب كرامتك وعقلك بالمراوغة !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين يوماً “ رواه مسلم
فاحفظ الله .. يحفظك في العاجلة والآجلة ، وفي الدين والدنيا .
احفظ الله .. يحفظ قلبك من كلِّ شبهة وشهوة ، وعقلك من أيٍ شكٍ وحيرة .وفي أصلِك وعقِبِك ، وفي مالِك.{ فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين }  يوسف  64
احفظ الله في إيمانك وفي دينك كله وحياتك كلها ...
اللهم احفظنا جميعا في دنيانا وآخرتنا ...






...تابع القراءة

المشاركات الشائعة